نشرت وزارة الصناعة والتجارة التابعة لميليشيا الحوثي تعميماً بمنع نشر أية إعلانات للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وأعطت شركات الإعلان مهلة لنزع إعلاناتها من الشوارع، ما لم ستقوم بنزعها وإتلافها..!!
وهذه واحدة من عمليات تزييف الوعي ومغالطة الحقائق التي تقوم بها العصابة الحوثية، منذ ظهورها وحتى غزوها وسيطرتها على صنعاء وبعض المدن الأخرى، واختطافها مؤسسات الدولة وأجهزة الإعلام.. ومن هذه الحالة فقط نستطيع التوقف عند بعض الملاحظات الخاطفة:
1- هذا موقف هزيل افتراضاً ولا يتسق مع الموقف المدعى والمعلن ولا مع الشعارات والمسيرات والتظاهرات التي ما تنفك تدعو الناس للمشاركة فيها إعلانا عن مواقف تدغدغ بها عواطف اليمنيين.. ولا مع دعاوى وكذبات ضرب الصواريخ إلى غزة وما إلى ذلك من هرج إعلامي..!!
2- وهذا يعني أن هناك بضائع أمريكية واسرائيلية تدخل إلى البلاد وتؤخذ عليها جمارك وضرائب و...و...!! حسناً كيف يحدث هذا وأنت، كما تدعي، تخوض حرباً معهم منذ تسع سنوات..؟!
3- بدلا من أن تعيد غضبك على شركات الإعلان التي ليست سبباً في وجود البضائع الأمريكية والإسرائيلية في السوق اليمنية، وجه بعدم استيرادها بشكل حازم وقطعي وبمصادرتها من أي تاجر يستوردها.. ذلك لو كنت صاحب موقف حقيقي، ولست مجرد مدعٍ ومتظاهر كاذب..!!
هكذا وبهذه الطريقة المحتالة تخادع العصابة الحوثية المواطنين والرأي العام اليمني والعربي أيضاً.. ومن هذه الحالة فقط يتبين لكل اليمنيين بوضوح حجم المزايدات، وبشاعة الكذب الذي تجيد المليشيا الانقلابية اختلاقه، وتفشل فشلاً مخزياً في تبريره..!!
كما يتضح لنا تماماً استغلالية هذه الجماعة، التي تتربح بجشع من استيراد البضائع الأمريكية والإسرائيلية، مثلما تتربح من غيرها، ثم تتظاهر بالمثالية والوطنية والقومية، بإصدار توجيهات تالية تضر بمصالح غيرها من التجار والشركات، دون المساس بمصالحها هي..!!
وللعلم والإيضاح ليس الجانب النفعي هو المفصل في هذا الأمر وحسب، وإنما هناك أمر آخر وهو أن المليشيا تعرف جيداً أنها لا تستطيع ولا تجرؤ إطلاقاً على اتخاذ قرارات اقتصادية من هذا النوع تجاه أمريكا واسرائيل، لأنها قد تواجه بردات فعل عكسية عنيفة، بدلا من التساهل الذي تلقاه حتى الآن من قبل أمريكا بالذات.