طيلة أسابيع العدوان المتوحش على غزة، ظل جيش الإحتلال الإسرائيلي يستهدف المستشفيات الآمنة قصفا وقتلا وحصارا، بحجة وجود أنفاق للمقاومة الفلسطينية تحت هذه المشافي، ورغم وصوله إليها مؤخرا واقتحامه لمجمع الشفاء الطبي تأكد للعالم خلوها من أي نفق.. ليتضح زيف ادعاءاته وسردياته الخادعة.
اخيراً، تحقق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ما أرادت، وبعد مشقة بالغة ومعركة غير متكافئة وصل جيشها بمجنزراته وترسانته الضخمة الى مستشفيات غزة المنهكة، ووطئت أقدامه مستشفى الشفاء المنكوب الذي طال انتظاره لاقتحامه، وبالغ في استهدافه مرارا وتكرارا، بحثا عن كذبة نفق مزعوم!
أنفاق مثيرة للجدل أرّقت كيانا احتلاليا مدججا بأضخم الترسانات والطائرات وأحدث التقنيات التجسسية، وبسببها قتل آلاف الأطفال والنساء والعجزة والمرضى، ودمر غزة تدميراً شاملا، وحين عجز عن اكتشاف أنفاق مقاتليها وسط الأحياء السكنية المدمرة لجأ لقصف مشافي غزة المكتظة بالمرضى والجرحى بما فيها من كوادر طبية ولاجئين بالمئات نزحوا اليها بحثا عن مأوى يعصمهم من محارق المحتل، ثم ما ان وصل الى مستشفيات غزة، حتى سارع لاقتحام مستشفى الرنتيسي.. ورغم اتضاح خلو هذا المشفى من أية انفاق إلا انه واصل مكابرته وسارع لاقتحام مجمع الشفاء الطبي، عله يعثر على نفق مزعوم يؤكد سردياته البائسة ليحفظ ماء وجهه المراق أمام العالم، غير ان آماله تبددت، باستثناء بدرومات ومطابخ لجوء؛ نسج حولها فبركات فاضحة لا تنطلي على احد!!
منذ قصفه المدمر لمستشفى المعمداني تحديدا، الذي قتل مئات المرضى والنازحين وأثار غضبا عالميا، ظل الاحتلال يحاول عبثا رفع الحرج عنه، ويبرر استهدافه للمستشفيات المحمية دوليا بذريعة البحث عن مقاتلي المقاومة وشبكة أنفاقها المحفورة تحت الأرض.. ومضى يكابر ويناور لإقناع العالم بسردياته الخادعة، متحججاً بأن حماس تخفي أنفاقها تحت المستشفيات، وما أثار السخرية ان تنساق لروايته دولة عظمى كأميركا تزعُم حمايتها لقوانين دولية ومواثيق إنسانية؛ وحقوق بشر يُذبحون برعايتها.
مبررات واهية ظلت تتشدق بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة قبل أكثر من أربعين يوماً، واتخذت من هذه الأكذوبة حصان طروادة لتبرير احتلال غزة؛ وتهجير سكانها بحجة اخلائها من مقاومتها كليا، تمهيدا لوضعها تحت احتلاله من جديد، وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حل الدولتين، الأمر الذي يعتبره مراقبون من سابع المستحيلات، قياسا بطبيعة الشعب الفلسطيني العنيد وتحمله للصدمات والويلات لأكثر من سبعين عاما، وايمانه بأن مقاومة المحتل تظل حقاً مشروعاً كفلته القوانين الدولية، وخياراً باقياً؛ طالما بقي الاحتلال