في سياق ارتباكك وتخوفاتك ومواقفك تجاه ما يحدث في وطنك وفي إقليمك وهويتك من اضطرابات وتشظيات وأحداث أقل ما يقال عنها أنها مؤسفة، وأنها تدل على استهداف مفتعل، يكاد يذهب بالمنطقة برمتها إلى الجحيم، يطل عليك نبأ كمستجد إضافي لتلك الحسرات، يتضمن تجديد العقوبات الدولية بحق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ونجله أحمد..!!
المثير للحفيظة أكثر أن تجديد ذلك القرار الصادر عن مجلس الأمن يخلو هذه المرة من أية إشارة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، التي يجمع المجتمع الدولي في الظاهر المتعارف عليه على أنها متمردة وانقلابية، ويظهر على الدوام موقفه الداعم للشرعية وعدم اعترافه بسواها ممثلاً لليمن واليمنيين..!!
ما الذي يجري..؟! سؤال بات معروضاً كلافتة دائمة على أذهان وأفواه اليمنيين، ليس من كانوا وما يزالون أنصاراً للشهيد الصالح وحسب، بل كل اليمنيين أنصاراً وخصوماً..!! ذلك أنه تساؤل مشروع من ناحية المبدأ الفرضي والعقلي..!! كيف يدرج الزعيم الشهيد في قائمة عقوبات ينزع منها في المقابل القاتل المخضبة يده بدماء صالح وعشرات إن لم يكن مئات الآلاف من اليمنيين..؟!
ما يحدث فعلاً يثبت أن كل ما يجري في اليمن ليس وليد لحظة أو صدفة، أو مجرد انقلاب مفاجئ من عصابة مسلحة، ترتب عليه كل هذا الدمار والفوضى والضياع، لشعب قوامه أربعون مليون مواطن، يبحثون عن الأمان والحياة الطبيعية في أدنى دنو المستويات..!! يثبت أن هناك من يقف وراء كل هذا، على مستوى المجتمع الدولي عموماً، وهيئاته ومنظماته تحديداً وفي مقدمتها مجلس الأمن..!!
وتظل التساؤلات المزعجة تمخر عباب الذهن: من يفعل بنا كل هذا..؟! ولماذا..؟! ولصالح من يتم التلاعب بعقولنا بهذا الشكل المهين وكيف يجري ما يجري في وطننا الجريح..؟! ثم تبرز الاحتمالات الأكثر سوءاً، فنجد أنفسنا نتوقع أن نجد المجتمع الدولي ذات يوم وقد حمل الزعيم الشهيد مسئولية ما جرى ويجري في بلادنا، مزيحاً من الواجهة الجناة الحقيقيين الذين دمروا اليمن وسفكوا دماء اليمنيين..!!
ما حدث ويحدث حتى اللحظة بات يكشف أن هناك تمالؤاً واضحاً مع الإرهابيين والانقلابيين، من قبل المجتمع الدولي ذاته، وأنه لم يعد من الطبيعي أن يعول اليمنيون على أي طرف خارجي أو دولي في استعادة دولتهم المختطفة من قبل عصابة الحوثيين، وأنه بات عليهم أن يكفروا بمبادئ المجتمع الدولي المختلة، وأن يشمروا عن سواعدهم لاستعادة وطنهم من أيادي مختطفيه بأيديهم وببأسهم الشديد.