آراء

صفقة تبادل أسرى تكسر الغطرسة الصهيونية بعد فشلها في استعادة أسراها وتهجير الغزاويين خارج أرضهم

أبو بهاء الصليحي

|
12:02 2023/11/20
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يبدو ان الكيان الصهيوني في طريقه لهدنة مشكوكة في غزة وصفقة تبادل أسرى بعدما تزايدت الضغوطات الداخلية من حوله، وعجز عن إطلاق أسراه بالقوة، وفشل في اجتثاث المقاومة وتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم

أذعنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مايبدو لفرصة هدنة مُزمعة وتبادل أسرى جزئيا، بعدما طغى المحتل واستكبر؛ وأعد العدة لحرب إبادة وحصار مميت حتى استعادة أسراه كما يتوهم بالقوة واستسلام المقاومة وإخلاء غزة من اهلها، متحديا كل المواثيق الإنسانية وقرارات دولية أقرت وقفاً فورياً للحرب التدميرية التي تشنها سلطات الاحتلال على قطاع غزة
مفاوضات صعبة تجري بوساطة إقليمية وأمريكية قضت بهدنة مؤقتة وصفقة تبادل تدريجي لخمسين اسيراً إسرائيلياً مقابل 150 أسيراً فلسطينياً وإغاثة غزة بالوقود والمساعدات العاجلة.. صفقة وإن بدت أرقامها متواضعة قياساً بكلفة الحرب الباهظة إلا انها بحسب مراقبين كسرت أنف الغطرسة الإسرائيلية، وأفشلت أهداف سلطات الاحتلال التي لم يتحقق منها شيء، رغم كل ما أتيح لها من فرص وإمكانات هائلة كفيلة بتدمير قارة.
ففي غزة المحاصرة صبت آلة الحرب الإسرائيلية حممها، ودمرت ما شاء لها ان تدمر، وسحقت البشر والحجر، ولاحقت نيرانها الضحايا إلى كل مخبأ دون فرصة لالتقاط انفاسهم طيلة شهر ونصف، وأنتجت كارثة بشرية هائلة أثارت هلع العالم كله، لا لشيء إلا لتركيع شعب مقاوم وكسر إرادته العصية، وطرده خارج وطنه؛ بهدف إنهاء حلم دولته وتصفية القضية الفلسطينية، كهدف صهيوني محسوم افتُعلت من أجله حربٌ متوحشة أظهرت فيها إسرائيل جبروتها وفجورها، وأخرجت كل مافي جعبتها، واستخدمت كل ما انتجته الصناعة العسكرية الغربية المتطورة، وغطت سماء غزة وبرها وبحرها بأحدث الطائرات وأقوى الأساطيل والبوارج والمدافع، وفوقها حماية ودعم من قوى كبرى تسليحا وتمويلا، وتماهي أممي فاضح ترك لها الحبل على الغارب. 
فرص هائلة تهيأت للكيان الغاصب؛ ربما مكنته من تدمير غزة المخذولة، لكنه لم يتمكن من كسر إرادة أهلها أو تحقيق أهدافه الأساسية، فلا هو أنهى مقاومة، ولا عثر على شبكة انفاق، ولا سلِمت مستوطناته من الرشقات الموجعة، ولا نجح في تهجير شعب منهك خارجَ أرضه، ولا أطلق أسيراً واحداً، وحتى اجتياحه البري لغزة بدا كمغامرة انتحارية في قطاع مدمر تحول ركام انقاضه إلى حقل ألغام بشرية، وكوابيس أشباح تخرج من بين الانقاض، لتتصيد جنوده ومدرعاته التي يتباهى بها

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية