ظهرت جماعة أو ميليشيا الحوثي الإرهابية في مرحلة متأخرة، كجماعة إرهابية جديدة مستغلة ضعف الدولة الذي حصل نتيجة عاصف الثورات المفتعلة في المنطقة العربية، والذي أطلق عليه يومها فرية الربيع العربي.. ظهرت مدعومة من إيران الفارسية ذات المشاريع التفكيكية التي تعتمد الفوضى سبيلا تستهدف به العرب والأنظمة العربية، لتنضاف هذه الجماعة لجماعات ومليشيات أخرى تابعة ومكرسة لإيران في العراق ولبنان وسوريا، وتنظيمات تظهر على خوف في البحرين وشرق المملكة العربية السعودية.
ونظرا لعدم وجود ما يمكن أن تزايد به منجزا وتاريخا، باعتبارها حركة أو جماعة دينية عنصرية حديثة التأسيس، تلعب مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية وتمكنها من مقدرات وأجهزة الدولة ومؤسساتها المدنية وقبل كل ذلك العسكرية، على التأثير الماكر في قابلية الناس لها، مستغلة الدين والانتماء وقضايا أخرى جوهرية كالدفاع عن استقلالية اليمن وتصوير التحالف العربي، الذي أدرك الخطورة الواردة منها فتشكل لمحاربتها، تصويره عدوانا على اليمن واليمنيين وليس عليها هي كمليشيا انقلابية تخدم مشروعا فارسيا عدوانيا يستهدف منطقة العرب..!!
وبامتلاكها أجهزة الدولة الإعلامية والعسكرية والاقتصادية حاولت وربما استطاعت جزئيا أن تؤثر في نسبة غير هينة من المجتمع اليمني، خصوصا وأنها استهدفت الإنسان اليمني في الريف حيث تتواجد الأغلبية السكانية وفي نفس الوقت التدني الثقافي والمعرفي عنه في مراكز المدن والمحافظات، ودغدغت حماس المواطنين ووطنيتهم ووازعهم الديني، بشعارات ودعاوى وتعليمات معينة مطعمة بدهاء كبير بتوجه عاطفي يخدم راس الأفعى المسمى إيران..!!
ظلت المليشيا وما تزال تلعب على ذات الهجس وبذات الطريقة، رغم انكشاف الكثير من التناقضات التي أكدتها الأحداث والتجارب والمعايشة طوال سنوات الانقلاب والحرب، التي راح ضحيتها ما يقارب نصف مليون يمني بين قتيل وجريح، صار معظم اليمنيين اليوم يتساءلون لماذا قتلوا وجرحوا ومن أجل ماذا..؟ ليكتشفوا بعد تطور الأحداث وظهور ملامح المشروع العنصري الحوثي ومن ورائه المشروع المعادي والتخريبي الإيراني، أن كل تلك الخسائر البشرية مشفوعة بخسائر مادية ضخمة جدا من الصعب تعويضها، ذهبت من أجل خدمة هذين المشروعين وليس من أجل الدفاع عن اليمن واليمنيين، كما يدعي الحوثيون ومن ورائهم سادتهم الإيرانيون..!!
لقد خدع الحوثيون الشعب اليمني خداعا قذرا يخدم توجهات وأطماعا خارجية أكثر قذارة، وهذا ما صار مسلما به ومعروفا لدى السواد الأعظم من أبناء الشعب، الذي أصبح يتحين الفرصة للانقضاض على هذه الجماعة وانتزاع الوطن من بين مخالبها الجارحة والنجسة، وأنا متأكد أن العامة قبل الخاصة ينتظرون فقط تحركا سياسيا أو عسكريا يمثل غطاء لهم، ولن يتأخروا لحظة واحدة للثأر من هذه الجماعة الفاسدة والمفسدة، بعد أن ظهرت عليها كل علامات وأدلة الخيانة والطمع والولاء لمشاريع خارجية لا طائل منها غير الدمار ولاعلاقة لصالح اليمن والشعب اليمني بها لا من قريب ولا من بعيد.