اعتاد المواطن اليمني مع قرب انتهاء سنة وبداية أخرى ان تسلط وسائل الإعلام اهتمامها على اليمن تزف إليه البشرى وتتحدث بلا انقطاع عن اتفاقات وتسويات وتحركات من الشرق والغرب لحل الأزمة بحيث لم يبق سوى تحديد موعد اجتماع متمم تطقطق فيه أقلام التوقيع !.
حتى الوساطات والضغوطات الدولية والاقليمية والمحلية تنشط دائما في اخر اسبوعين من السنة وكأنها في حالة جرد لحسابات جهودها في المنطقة.
في الأيام القليلة الماضية التقى المبعوث الأممي هانس غودنبرغ مسؤولين سعوديين وعمانيين ثم التقى الرئيس رشاد العليمي ووفد ميليشيا الحوثي المفاوض .
الهدف من زيارة هانس الرياض ومسقط كما أعلن في حسابه الرسمي " مناقشة المساعي الاقليمية لدعم جهود الوساطة الأممية للسلام في اليمن وبحث سبل المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة " .
المبعوث الامريكي هو الآخر بدأ جولة الى دول الخليج لمناقشة المسألة نفسها المتعلقة بإنهاء الصراع .
قبله كان الرئيس الروسي بوتين أعلن دعم بلاده لجهود التوصل الى " حل سياسي شامل للازمة اليمنية ".
بالتأكيد ستشهد الأيام المقبلة المزيد من الاجتماعات والنقاشات والتصريحات الآمنة المطمئنة بعبارات الشكر وتثمين المساعي.. وهكذا وعما قريب ستنتهي المسألة ويعود اليمن السعيد سعيدا واجمل ما في الكون !.
وبالتأكيد وكما هو معتاد عندما تحل السنة الجديدة ستختفي بنود ومسارات الاتفاق المحتملة فجأة وستضع وسائل الإعلام الآمال السابقة جانبا وتنقل عن قيادات الميليشيا القول صراحة إن الصراع مستمر وسوف يستمر ولن نخضع ولن نهجع ولن نتفق ولن نحتكم للعقل والمنطق ولن نستسلم" للقوى الشيطانية" التي تريد إحلال السلام والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار لليمن !.