ربما كان اليمن الوطن الوحيد الذي استطاع أن يلغي جزئية المستقبل من الزمن وكتب على أبنائه الجعجعة والبهذلة والحرمان على مدار الساعة.
من يستطيع أن يعوض اليمني عن كل ما لحق به طوال أكثر من عقد يتنقل خلالها من أزمة إلى أزمات ومن حرب إلى حروب ومن قصف لقصف ومن معاناة إلى مأساة أشد واقرف !
يسألك طفلك عن المستقبل ؟
للأسف والله مالي علم لأن المؤمنين الجدد أبناء…. لم يتركوا لأحد فرصة التفكير به او السعي من أجله .
والسبب كثرة الانشغال بهموم الشئون اليومية الصغيرة المتعلقة بلقمة العيش.
ينشغل المواطن بهموم سداد إيجار المنزل ، يقلق من انتهاء اسطوانة الغاز، من فاتورتي الكهرباء والماء، من رسوم المدارس الشهرية ومن ومن ومن.. الخ .
يتفوق اليمني على الأمم المتحدة في الشعور بالقلق.. غير أن ما يعتمل في صدره بشكل يومي لا يمت بصلة لما يجري في العالم من صراعات وتغيرات في المناخ والمواقف .
لو أنه التفت إليها بقليل من الشعور الذي تفصح به قيادات الدول وبيانات هيئاتها وجلساتها المغلقة والمعلنة لكان الأجدر بتولي منصب الأمين العام للأمم .
الظريف في الامر ان تخرج دراسة حديثة - استغرقت سنوات - تنصح البشر بمعانقة الحيوانات مؤكدة ما مفاده " أن الوجود بصحبة حيوانات يخفف من القلق كأنه نوع من العلاج"!.
المشكلة أن هذه الدراسة الصحية المجربة لا تنطبق على اليمن لأن الحيوانات صارت تسيطر على العاصمة صنعاء وهي التي تحكم وتصدر القرارات والأوامر وهي سبب كل البلاوي التي يمر بها الشعب