آراء

الأحمر الفارسي..!! من إعلان "مصلحي" إلى تصريحات "أشتياني"

شهاب السماوي

|
05:30 2023/12/17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

منذ أعلنت طهران -عقب انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة واستيلائها على المؤسسات بقوة السلاح- على لسان وزير استخباراتها حيدر مصلحي في ابريل عام 2015، أنها أصبحت تسيطر على أربع عواصم عربية وحتى إعلان هيمنتها على البحر الأحمر واعتباره منطقة نفوذٍ إيرانية على لسان وزير دفاعها محمد رضا أشتياني، أكثر من ثمان سنوات شهدت اليمن خلالها توغلاً متسارعا للمشروع الإيراني الذي تحرص مليشيا الحوثي على إلباسه ثوب الوطنية والتسويق له كمشروع وطني يترجم تطلعات الشعب اليمني.

وبقراءة سريعة لما شهدته اليمن والمنطقة العربية من أحداث وتداعيات، تتجلى حقيقة المشروع الإيراني من خلال ارتفاع سقف التدخلات وانتقالها من مرحلة التوازنات الإقليمية إلى مرحلة جديدة لا تجد فيها طهران حرجاً في الكشف عن أطماعها التوسعية وبسط نفوذها السياسي والعسكري وطرح نفسها على أنها الطرف الأكثر فاعلية ونفوذاً وتأثيراً وعاصمة القرار للكثير من الحكومات والجماعات المليشياوية التي تدين لها بالولاء وتعمل على تنفيذ أجنداتها السياسية المغلفة بالطائفية وترجمة مشروعها التوسعي في المنطقة العربية.

التدخلات الإيرانية في الشئون العربية التي كانت تُصنف على انها محاولات لتصدير مشاكلها الداخلية ورأب التصدعات واسكات الأصوات المعارضة وتعزيز سيطرة نظام الملالي على المشهد السياسي والاقتصادي الإيراني، لم تعد كذلك اليوم وسياسة الهروب إلى الحرب التي استند عليها الخميني في ترسيخ ديكتاتورية المرشد ومصادرة إرادة الشعب الإيراني منذ العام 1979 تطورت كثيراً ولم تعد تتوقف عند حدود استغلال الصراعات واطالة أمدها وأصبحت تُبنى على أساس اشعال وتأجيج ودعم الصراعات بين الأنظمة والشعوب وتدمير المجتمعات العربية من الداخل ومصادرة استقلالها واستلاب إرادتها وتوجيهها لخدمة مشاريعها وأهدافها وبناء امبراطوريتها التوسعية التي تحولت في تصريحات المسئولين الإيرانيين من حلم إلى واقع.

وتأتي تصريحات وزير الدفاع الإيراني التي مثلت فضيحة لجماعة الحوثي وكشفت عن الدوافع الحقيقية للهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، امتداد لتصريحات وتحذيرات إيرانية سابقة أطلقها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني عقب التوقيع على اتفاق ستوكهولم بين حكومة الشرعية وجماعة الحوثي في العام 2018، عبر فيها عن مساعي إيران للسيطرة على مضيق باب المندب، مطالباً بأن يكون لإيران دور أساسي في الحفاظ على أمن باب المندب.

وما بين تصريحات الرئيس روحاني بالأمس وتصريحات الوزير أشتياني اليوم تتكشف الكثير من الحقائق التي تؤكد مساعي طهران لتحويل البحر الأحمر إلى بحرٍ فارسي، وأن مزاعم مليشيا الحوثي حول تطوير قدراتها البحرية مجرد عناوين للإستهلاك الداخلي تتم اثارتها من حين لآخر للتغطية على مشاريع توسعية تنفذها البحرية الإيرانية في المياه اليمنية تهدف لتطوير قدرات إيران العسكرية وتعزيز نفوذها في البحر الأحمر وباب المندب

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية