هل أصبح اليمنيون على أعتاب سلام شامل وعادل في اليمن؟
سؤال أضحى حديث اليمنيين المكتوين بنار حرب أحرقت ثلاث عشرة سنة من حياتهم وأعادت اليمن عقودا الى الوراء ليس في التنمية ومشاريعها فحسب بل وصلت اثار الحرب الى انقسام الأرض والانسان بمشاريع طائفية ومناطقية تعيد إلى الأذهان حقبة تاريخية ظن اليمنيون لسنوات طوال أنها ولت.
وما بين مشكك وما أكثرهم وقليل ممن أجبرته قساوة الظروف الصعبة على التفاؤل ولو بقشة تنقذه من الموت غرقا في صعاب الحياة ومراراتها يفرض السؤال نفسه هل باتت أطراف الصراع مقتنعة بضرورة السلام وفق مصالح وطنية بعيدا عن المصالح الخاصة ؟
وفي الإجابة يكمن الشيطان بأدواته فمفهوم الوطنية التي ينشدها المواطن البسيط غائبة عن تلك التي يدعيها من يتحكمون باللعبة السياسية والعسكرية في اليمن ، وهنا يبدو الشرخ واضحا وجليلا دونما مواربة.
يجد المتفحص لما أعلنه المبعوث الأممي مؤخرا من مشروع للسلام في اليمن والمنتضر أن تعلن آلياته التنفيذية خلال الأيام المقبلة – يجده مجرد تفاهمات على معالجات إنسانية واقتصادية ليس إلا ...
أما خارطة الطريق بشأن الانتقال إلى عملية سياسية انتقالية تضم جميع الاطراف اليمنية تبدو غير واضحة المعالم وفيها من التعقيدات ما ينسف كل أحلام المتفائلين بمستقبل مشرق ينعم فيه اليمنيون بعد سنوات من الدمار والموت.
عل أبرز تلك التحديات قبول أطراف الصراع ببعضها دونما أيدلوجيات ونعرات طائفية ومناطقية وتسليم الأسلحة الثقيلة والنوعية ودمج القوات والمليشيات المسلحة المختلفة عقائديا وفكريا والمملوءة بالشحن الطائفي والفكري المتصارع إضافة الى التحديات الاقتصادية الصعبة ... فكيف يمكن إذا إحلال السلام في ظل كل هذه التحديات ؟
يحتاج اليمنيون للمضي نحو السلام إلى حوار يمني-يمني، حتى لا تختزل نتائج الحوار في تحقيق مطامح قوى سياسية محلية دون غيرها.
ومن المهم في أي حوار سياسي عدم تجزئة الأزمة اليمنية إلى ملفات تعبر عن مصلحة طرف دون آخر، وتسير وفق توصيف هذا الطرف السياسي دون غيره.
كما تحتاج إلى تطبيع الأوضاع عبر توحيد العملة وإزالة كافة العوائق التي نجمت عن قرارات أحادية لأطراف الصراع، وتحتاج لدور القوى الإقليمية في القيام بواجبها بإخماد جذور الصراع والقيام بإعادة الإعمار، والانتقال من دور المتبوع والمهيمن إلى دور الميسر للتفاوض والحوار ليس أكثر ... ما دون ذلك فأن السلام في اليمن لن يكون إلا حملا كاذبا لمولود طال انتظاره.