آراء

نتلاشى بكل إدراكنا..!!

جميل العمراني

|
11:58 2024/01/18
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بطرق شتى ووسائل مبتكرة متعددة وتحت سقوف تمويهية خادعة وصداقات زائفة، نجح الغرب الحاقد في تفتيت المنطقة العربية، وتحويلها إلى بؤرة من الشر والفوضى، وما يزال يتباهى وهو يبرع في نقل الدور من بلد عربي للآخر.. ويبدو من سياساته التي صارت اليوم واضحة وصريحة أنه لن يتوقف حتى يصل لآخر بلد عربي، يقيم قيامته فلا تقعد حتى يعمه الدمار وتأكله نيران الفتن التي لا تبقي ولا تذر..!!

ونحن اليمنيين كثيراً ما تآكلت قلوبنا حسرة وعاشت عواطفنا وقوميتنا جحيمها وهي تراقب بلدانا شقيقة آخرى تعصف من خارجها وتتآكل من داخلها، وكلنا إيمان بأن الغرب هو الفأس التي تأتي على أشقائنا وجيراننا، وفي كل مرة يتبين ليس لنا وحسب بل وللعالم أجمع أن تلك البلدان والشعوب ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه من دمار وفوضى، لو لم تكن مستهدفة من خارجها، ولا يكاد يختلف اثنان من أقصى الشرق إلى أقصى الغروب، في كون الغرب الاستعماري المستغل هو من يقف وراء ما يحدث لهذه البلدان والشعوب..

من فلسطين إلى لبنان ومن العراق إلى سوريا ومن اليمن إلى السودان، يجري فتيل الفتنة مسرعاً ومنطلقاً من مصدر واحد، كان أو يكون بيده عود الثقاب الذي يشعل ويفجر ويدمر، حتى حول المنطقة إلى ما صارت إليه اليوم من حال مزرٍ ومؤسف، لم يكن يتوقعه السواد الأعظم من أبناء الوطن العربي، ولكن قلة قليلة كانت تدرك وكانت كثيراً ما تحذر مما ستؤول إليه الأمور، ولكن هيهات أن يكون ثمة من يعقل..!! كان الجميع يتعاملون مع كل تحذير وإنذار على أنه مجرد تحليلات سياسية، وكثيراً ما كان ينجح الغرب أيضاً في إسناد تلك الرؤى لحسابات ومذاهب أخرى، تنوعت بين السياسي والفكري والاقتصادي والغوغائي..!!

والمؤسف والموجع حقيقة أن كل بلد من بلداننا وشعب من شعوبنا خلال العشرين سنة الأخيرة بات لا يجد في يده غير أن يرثى لحال جاره، وهو مدرك أنه تال له أو للذي يليه، سواء أطال الزمن أو قصر..!! غير أن الحيلة باتت غائبة، وهو غياب راجع لتقاعس السلطات والأنظمة عن القيام بدورها وواجباتها تجاه شعوبها بداية ثم تجاه سيادتها وأخيراً تجاه قوميتها، التي باتت تتلاشى مشرفة على خانة أو مستوى الصفر..!! وهو حال في اعتقادي لم تعشها أمتنا العربية والإسلامية في سوابق عهودها..!!

الغرب اليوم مهما حاول التظاهر بالمثاليات والصداقات، صار مكشوفاً في منطقتنا، وصارت أطماعه تتجاوز الساكن وتفشل في احتلال الباطن، أصبحت تطفو لا تستطيع أن تكمن كقطعة فلين في وجه الماء.. اليوم الغرب يتنافس في سباق محموم للإيقاع بنا في أشراك السقوط، يدمر دولنا من خارجها ومن داخلها، يؤسس ويدعم المليشيات والجماعات الانقلابية والإرهابية ويقف ظهراً لها على حساب الأنظمة والدول، ويمنحها حياة لا تستحقها على حساب حياة آمنة مستحقة للشعوب.. أصبح كل ذلك واضحاً ولا يحتاج لقراءة وتأمل، بقدر ماهو في أمس الحاجة ليقظة عاجلة تستدرك ما تبقى من معاني ومظاهر الحياة في هذه المنطقة، فهل من مدكر..؟!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية