آراء

الارتزاق كتهمة معكوسة

جميل العمراني

|
02:04 2024/02/08
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

هناك طرق ووسائل عدة يتهرب بها البعض من تهمة أو نقيصة لاصقة فيه أو مسندة إليه، إلا أن أكثر تلك الطرق والوسائل لا نقول ذكاء وإنما شيوعاً هي استباق تلقي الاتهام بإلقائه على الآخرين.. وهذا بالضبط ما يحدث مع جماعة الحوثيين الانقلابية.. ولعل أكثر ما يؤكد ذلك وأبرزه مثالاً وتطبيقاً اتهامهم لكل من يتعارض أو يختلف معهم بالارتزاق..!!

ولو تم إجراء تحليل لخطاب هذه الجماعة، التي لم يعد خافياً على أحد داخل أو خارج اليمن، أنها تعمل لصالح مشاريع خارجية تستهدف اليمن وعلى حساب اليمنيين، بل وتستهدف المنطقة العربية وعلى حساب العرب. أيضاً.. والذي كان واضحاً وصار شائعاً ومطروحاً بكل ما يحقق التأكيد منذ بداية الانقلاب أن هذه الجماعة الإرهابية تعمل لصالح مشروع إيراني لا يستهدف اليمن وحسب وإنما يتجاوزه إلى محيطه كل محيطه الجغرافي.. فإن لم يكن هذا ارتزاقاً، فما هو الارتزاق..؟!

وبما أن المشاريع التي تستهدف المنطقة لا تنحصر فقط في المشروع التمزيقي الإيراني، وإنما تتجاوزه إلى مشاريع تدميرية وتفكيكية أكبر حجماً وأكثر خطورة، تتبناها دول غربية كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فإن هذه الجماعة قد صارت لا تختلف كثيراً عن الأجير المتخصص في إثارة الفوضى وتهديد الأمن، وكان لا بد للغرب من أن يستعين بها ويجندها لتنفيذ مشروعه الاستعماري والاستغلالي في المنطقة.. وإن لم يكن هذا ارتزاقا فم عساه أن يعني الارتزاق..؟!

فمثلما تبين بوضوح تبني هذه الجماعة المشروع الإيراني وقبولها أن تكون يداً من أياديه الهادمة، هاهي الأحداث الأسرار التي تتكشف يوما فآخر، تثبت أن هذه الجماعة تمد تحت رغوة الواقع يدها للغرب لتكون معولا من معاوله المدمرة.. الغرب الذي تدعي زيفا وباطلا عداءها له وتتهم الآخرين أيضاً بالتآمر معه ضد اليمنيين والعرب، وأعني تحديداً بالآخرين مكونات الشرعية ومن ورائها التحالف، أي خصوم هذه الجماعة والذين يريدون القضاء على مشروعها العنصري وإزاحته من طبيعية الحياة في اليمن والجوار..!!

وهنا أيضاً يتضح لنا استباقية الجماعة الإرهابية في اتهام الآخرين بالتآمر مع الغرب ضد اليمن والوطن العربي، بينما هي من تمد يدها لذلك الغرب الباغي، الذي تنال منه مطلق الدعم بطرق مباشرة وغير مباشرة، طرق كان معظمها إن لم يكن جميعها خافياً عن الواقع، ثم صار يتكشف يوما فيوماً، وما تزال أسراره ومظاهره تتجلى موقفاً فموقف، ابتداء من التغاضي عن انقلابهم ثم إخراجهم من قائمة الإرهاب ومروراً بإنقاذهم كلما احتاجوا إلى الإنقاذ، ووصولاً إلى تقويتهم والتغاضي عن عمليات القرصنة والتهجم التي ينفذونها الآن على السفن في البحرين العربي والأحمر.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية