آراء

مجدداً ودائماً.. لا جدوى من الحوار

جميل العمراني

|
01:19 2024/02/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مما يثير التعجب والدهشة أنه ما يزال هناك من تتوفر لديه رغبة أو ثقة في إمكانية التحاور والتفاوض مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، وأن هذه العصابة الإرهابية من الممكن أن تقدم تنازلات من أجل شيء أو أحد أو مصلحة عامة لليمن واليمنيين..!! إنها خصم لدود لليمن ينفذ انتقاماً تاريخياً من اليمنيين، وإن كل محاولة تهدئة أو تقارب معها أو من قبلها ما هي إلا مضيعة للوقت، وفرصة ثمينة لها، لتستعيد أنفاسها وتنظم قواها وخططها لمرحلة أخرى من الدمار والتدمير واستغلال اليمن والاستمرار في محاولة استعباد اليمنيين..!!

ثم إنه لمن أشد الغرابة أن نحاول التفاهم مع هذه الجماعة، في حين نعلم ونظل نردد في خطابنا السياسي والإعلامي أنها مجرد يد باطشة وتخريبية من أيادي إيران التي تستخدمها، لإشاعة الفوضى وتدمير الأنظمة العربية من داخلها..!! فكيف لنا أن نضمن حواراً أو تفاوضاً مع فرع، لا قرار له..؟! إننا بتصرفات كهذه إنما نكشف عن تناقض سلبي وخيم، ليس في صالح اليمن واليمنيين ولا الجوار، ولا الوسطاء الدوليين ولا كل من لا يزال يطرح فكرة التحاور والتفاوض مع هذه الجماعة الإرهابية، التي أكثر ما عرف عنها أنها ناقضة للعهود مخلفة للوعود..

يجب أن ندرك بإجماع أن الحوثيين لن يتقبلوا أو يطرحوا فكرة تفاوض أو حوار مالم تكن هذه الفكرة تمنحهم مكاسب إضافية لما استطاعوا تحقيقه بقوة السلاح والانقلاب السياسي، وأنهم حتى مع تحقيق المكاسب، لا يمكن بأي حال أن يبدوا التزاماً بما يرد في أي حوار أو تفاوض معهم، فبمجرد ما سيحققون ما يريدونه، سيوجهون فوهات أسلحتهم إلى صدور ورؤوس اليمنيين، وإلى قلب أي حوار أو اتفاق سيبرم معهم، وهذا ما عهدوا عليه منذ عرفتهم الساحة اليمنية وعرفهم اليمنيون..

بل وبالنظر إلى سلوكهم المعتاد يتوقع بقدر كبير إنهم الآن سيكونون أكثر نكوثا وعصياناً وغدراً، فقد أصبحوا اليوم يعتقدون أنهم قوة كبرى لا يمكن التخلص منها بسهولة..!! وأن العالم بأسره بات يخشاهم ويضع لهم ألف اعتبار وحساب، وهو بالطبع اعتقاد غرور وواهم، فلو وجد الإجماع على قرار التخلص منهم، سيصدمون ويكتشف من أصيب بوهمهم أنهم كانوا مجرد فقاعة استغلت الظروف والأحداث، لتوجد أو بالأصح لتختطف لها مكانا، ليست حديرة حتى باقتران اسمها به..!!

مجدداً ودائما لن نظل نكرر مالا يلزمه التكرار، ومن المخجل أن نستمر في التذكير بمقولة أو فكرة أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بالقوة، فقد ترك الحبل على الغارب لهذه الجماعة أو العصابة، حتى اعتقدت أن لها شأناً كبيراً، كما اعتادت على الترفه بما نهبته وتنهبه من سلطة ومال، ومن المحال وأعصى المحال أن تتنازل عن كل هذا عبر حوار أو من خلال تفاوض، ما لم يكن بالطريقة التي جاءت عبرها، بالقوة التي تكسرها وتضع وجهها في تراب الاستسلام والاعتراف بأن الشعوب الحية والحرة لا يمكن أن تدار بعصابات ومليشيا مسلحة، وأن القوة التي في يدها ما هي إلا سراب وغبار إن لم يكن مرضياً عنها من قبل الشعب اليمني.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية