تفاصيل عقد وسنتين من التاريخ تثبت أن 11 فبراير 2011م، شكل تاريخ البداية لتنفيذ أجندة أعداء الوطن الرامية إلى وضع نهاية لوجود الدولة اليمنية الواحدة الموحدة القوية الآمنة والمستقرة .
إن ما تشهده البلاد من مآس ودمار، قتل ، وافتقار لأبسط متطلبات الحياة الكريمة ليس إلا امتدادا لنتائج وانعكاسات استغلال موجة " الربيع العربي ".
عندما رفع الحاقدون شعار " الشعب يريد " توالت الأحداث وفصول التآمر القذرة حتى وصلت إلى مستوى تنكر واستنكار ادواتها إرادة الشعب وهدم وتشويه ما تحقق استجابة لها سابقا كما سلبته حق الإرادة فيما تم لاحقا وإلى الآن لم تترك للعباد سوى خيار توقع وترقب المزيد والمزيد من الأزمات ، الكوارث ، المعاناة ، والحرمان !.
منذ اليوم الأول كان الرئيس الشهيد عبدالله صالح رحمه الله أكثر من أدرك حجم وابعاد المخاطر التي يراد زج اليمن في اتونها وكان أكثر من يعرف كيفية التعاطي معها وتجنيب الجميع ويلاتها.
لم يلجأ إلى أساليب العنف والقمع كالتي استخدمت في دول أخرى.
بكل صراحة عبر الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح عن موقفه مما يجري مؤكدا على حق أي مواطن التظاهر والتعبير عن رأيه سلميا .. لكنه تمسك برأيه الذي برهنت الأيام صوابه ..ليست ثورة شعبية وإنما أزمة ملعونة ومخطط تآمري تدار خيوطه من غرف عمليات في الخارج ويفصل تنفيذه على مقاس أياد لطالما رفضتها الارادة الواعية الحرة للشعب اليمني .
لهذا السبب تمسك الرئيس الصالح بعدم تسليم السلطة إلا عن طريق الانتخابات.
بغض النظر عن أنه المؤسس الأول للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية بل باعتبارها آمن وافضل السبل في الوصول الى رئاسة اليمن و المجسد الحقيقي الصادق لإرادة الشعب وخياراته فيمن يريد أن يحكمه .
الآن ماذا بقي من النهج الديمقراطي الذي ضمن للمواطن أن يقول كلمته في أي شيء وعن أي شيء يريد دون أي خوف؟.
ماذا بقي من الممارسة الديمقراطية التي كانت نموذجا مميزا لليمن يقتدى به على مستوى المنطقة ؟.
صناديق الانتخابات ..تستخدمها الميليشيا منذ سنوات لجمع التبرعات من المواطنين لتغطية احتياجات فرض رأيها وتوجهها الطائفي الرجعي بقوة السلاح ولتمويل مشاريع زيادة القوة لفرض المزيد من التسلط والاستبداد عليه !.
لم يحدث في تاريخ المنطقة أن بادر رئيس عربي الى بذل هذا الكم من التضحيات - لا يمكن نكرانها ولايزال يتردد صداها في احاديث الناس - وفاء لوطنه وشعبه مثلما فعل الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح .
ولم يحدث في التاريخ أن يكون الشخص الذي " طالب الشعب بإسقاطه " كما قيل وقتها وحتى الذين ادعوا على وسائل الإعلام أن علي عبدالله صالح سبب كل مشاكل البلاد وعليه أن يرحل.
كل أولئك لا يمكنهم محو حقيقة أنه كان الشخص الوحيد في اليمن صاحب الحل الذي تم الإجماع على رؤيته للخروج من الأزمة. . وعلى أساسها ذهبت الأطراف كافة للتوقيع على المبادرة الخليجية وهي تعلم أن علي عبدالله صالح هو من صاغ بنودها .
في ذكرى فبراير النكبة يتذكر الشعب أنه لم يكن يريد أيا مما حدث في البلاد خلال السنوات الماضية .كل ما يريده ويتمناه الآن أن تعود الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل العام 2011م وقبل خديعة الساحات وشعارات يريد ويريد .. وزحف الصدور العارية !.
للتذكير..في البدء كانت الجمهورية اليمنية دولة مدنية حلت عليها وعلى الشعب مؤامرة الربيع .
في اثناءها أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها تريد دولة خلافة إسلامية وطالب الانفصاليون بدولة فك ارتباط وتقسيم البلاد إلى دويلات. وادعى الخارج من الكهف أنه مظلوم وأن كل ما قام به هو التمرد المسلح على الدولة والاعتداء على الجيش ودعا إلى إيجاد حل ل"قضية صعدة " و" القضية الجنوبية " ومقاطعة بعض البضائع إذا أمكن ! .
استقرت الآراء عند دولة مدنية حديثة إذ قبلت الاطراف التخلي عن شطحاتها مقابل تقاسم نصف مقاعد الحكومة .
و قبل أن تستقر الجهود لإتمام الاتفاقات رفعت ميليشيا الحوثي شعار " اسقاط جرعة سعرية في المشتقات " وهكذا " شرق ..شرق " استولت على العاصمة ونهبت الممتلكات العامة والخاصة .. وهكذا.. تعود صنعاء وماحولها إلى نقطة الصفر بينما تريد الجماعة تأسيس دولة " طلع البدر علينا "!.