تهدف إلى تحقيق العدالة، والتأكيد على أهميّة حقوق الإنسان الأساسيّة، وإنقاذ الأجيال من الحروب وكوارثها، كما تهدف لتحقيق معايير أفضل للحياة.. وتعد واحدة من أكبر وأشهر المنظمات الدولية في القرن العشرين، تأسَّست عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حدَّد ميثاقها الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير جماعية فعَّالة لمنع وإزالة الأخطار التي تهدد السلام، وإلى تنمية العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، بالإضافة لأن تكون مركزًا لتنسيق أعمال الدول في تحقيق هذه الغايات المشتركة..
بناء على التوطئة المعلوماتية السابقة لا شك مطلقاً في أن القارئ لن يخطئ معرفة أن هذه المنظمة الأكبر تقريباً في العالم هي الأمم المتحدة، وذلك من صفاتها وتاريخ تأسيسها، ولكن ما قد يخطئه البعض هو أنه لم يعد ينطبق عليها بنسبة معقولة شيء من كيانها غير مسماها، فيما آل معظم وصفها وأهدافها إلى خدمة سياسات دولية قد تكون أحياناً محدودة وقد تكون مفتوحة الآفاق، وأنه بالرغم من أن عدد الدول الأعضاء فيها يتجاوز 190 دولة، إلا أنها باتت تخدم توجها دوليا محدداً تتمثله بضع دول تستحوذ على قرارتها وتوجه مساراتها جهة ما يخدم ذلك العدد المحدود من الدول..!!
عموماً تفرعت هذه المنظمة في عدد المنظمات التخصصية التي من المفترض أن تهدف كما أسلفنا إلى خدمة البشرية والإنسانية في العالم أجمع مع تخصيص أولوية للدول الأعضاء فيها.. ولكن.... من يتتبع ويتفحص تاريخ وأنشطة هذه المنظمة وتفرعاتها، لا يجد شيئاً من تلك المعاني المثالية والفضفاضة، بقدر ما يجد ويتأكد من أن معظم مشكلات العالم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الأخلاقية، كان لهذه المنظمة اليد الطولى في تأجيجها، بما في ذلك الصراعات والمجاعات، وأغلبها تلك التي حدثت وتحدث باستمرار في العالم الثالث الذي كان يجب أن يكون هدفا لخدمات هذه المنظمة، وليس وجهة للاستهداف كما حصل ويحصل الآن..!!
بل وصل الأمر إلى أن تنفذ هذه المنظمة الدولية جرائم بشعة في حق الشعوب وبالذات شعوب العالم النامي وأكتر تحديد في آسيا وأفريقيا وإذا دققنا في التحديد سنجد أن دول العالم العربي شرقاً وغربا وبينهما معظم دول أفريقيا كانت وما تزال أكثر الأهداف التي كانت هدفا لعبث الغرب عبر هذه المنظمة التي سيست بشكل يتنافى تماما مع مسماها وأهدافها، وليس أبشع من تجويع شعوب باسرها تحت مسميات صفقاتٍ صَفِقةً مثل النفط مقابل الدواء والنفط مقابل الغذاء.. أو ما تمارسه اليوم في فلسطين واليمن من ابتزازات مخزية تكشف حقيقتها الأكثر خزياً..!!
حالياً وفي الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية في الثلاثة العقود الأخيرة مثلاً، لم تفارق الأمم المتحدة مهامها التي انحصرت في خدمة دول عظمى ترعى وتسوق سياساتها كامريكا وبريطانيا وفرنسا، لم تفارق صفتها الحقيقية التي تتنافى مع ماهيتها المفترضة، لتظل حصان طروادة عصرياً تتسلل بداخله الدول الاستعمارية العظمى إلى أجواف هذه الدول وتفجرها من داخلها، بطرق تتنافى مع كل قيمة إنسانية مثالية، وتتعارض تماماً مع كل هدف من أهداف تأسيس هذه المنظمة التي يشهد عليها بأنها لم تنجز حتى ملفاً واحداً إنجازاً إيجابياً منذ ظهورها على أرض الواقع..!!