الفساد المالي والإداري وحتى الرقابي في مؤسسات صنعاء أصبح جزءا اصيلا من هوية الميليشيا ومبدأ ثابتا يزاحم كل الشعارات الرنانة . تبذل من اجله التضحيات...وإنه لفساد نهب أو تفياد !.
تمارس أساليبه كروتين يومي لا يمكن التوقف عنه ولا يقل أهمية في دورة نموها وتكاثرها عن حاجة الإنسان للماء والهواء !.
مؤهلهم الوحيد للمضي في مسيرة السلب والاختلاس أنهم مؤمنون بصلاحيات الحق الإلهي وشماعات نحن " في حالة عدوان وحصار.. الحساب بعدين" !.
هذا الذي احتل محافظات يمنية لإسقاط جرعة بخمسمائة ريال أسقط كل ماكان مستقرا فيها بإستثناء الجرع فقد رفعها إلى أضعاف مضاعفة كما ابتكر أكثر من خمسمائة جرعة سعرية جديدة وجعلها تشمل كل شيء حتى عند توفير مساحة قبر لميت !.
ما أورده سلطان السامعي على أعضاء مجلس النواب حول فساد المطهر في وزارة الصناعة والتجارة لم يرق - على فداحته - إلى مستوى قضية رأي عام .
هناك من حرص بجهد على أن يتدحرج الى مسألة وقت ومماطلة ومطالبة بالمزيد من الوقت كتلك التي تتم بين صاحب بقالة مع نصاب حاذق متهرب من تسديد الديون !.
اختفاء عشرات الملايين من المال العام في جيب قيادي حوثي واحد تعد مبلغا بسيطا مقارنة بقائمة فساد الجماعة . يمكنها التغاضي عنه بدليل مذكرتين رفعتا سابقا إلى محامي الأموال العامة وهيئة مكافحة الفساد بشأن فساد المدعو محمد شرف قبل وأثناء المنصب.
مع هذا فإن تورط وزير الصناعة والتجارة في مخالفات موثقة تتعلق بإدخال منتجات وسلع غذائية غير صالحة وتهدد سلامة وحياة المواطنين أليست جريمة كبرى ؟
أليست أعنف من أي قصف واخطر من أي مؤامرة كونية بربرية عدوانية برمائية يواجهها الوطن ويستغلها المواجهون ويغلفونها بعناوين معركة جهاد مقدس غير أنها كشفت أن الخير من كل جانب وأنهم وحدهم اللصوص من كل الجوانب.. ووحده الشعب بلا خدمات وبلا رواتب !.
يبدو أن الحوثي لا يهمه سوى أن ترفع الميليشيا صوره كل اسبوع وأن تردد الصرخة في السبعين ثم تعلق شعار لبيك يا رسول الله وهات يا نصب وسرقة !.
السامعي وهو قيادي حوثي تحدث بجرأة عن الفساد في وقت متأخر نتيجة خلافات شخصية لا علاقة لها بالفساد نفسه وقعت أخيرا مع قيادات حوثية آخرى..يكفي أنه قال كلمة حق أمام جرائمهم سواء الظاهرة أوالمستترة والمتسترة تحت غطاء استغلال الأزمات .
يقسم سلطان لهم " والله لولا قضية فلسطين لكان الشعب أكلكم وأكلنا كلنا ".
الواقع أن قيادات الجماعة بدأت تأكل بعضها البعض منذ مدة في معركة الاستحواذ على المواقع الايرادية.
كل يفضح فساد منافسه لاقالته والقبول بمرشحه للمنصب .