تتقن الميليشيا الحوثية استجلاب ويلات الحروب الخارجية لليمن، في 2015 استجلبت حرب الأشقاء الخليجيين بعد تهديدها للأمن الخليجي بإيعاز إيراني، واليوم تستجلب حربا ضد قوى عالمية سعيا وراء وضع البحر الأحمر في دائرة النفوذ الإيرانية.
تطن الحوثية أنها تعيش بالحروب، لكنها ستختنق بحرب أعلى من قدراتها ومن حماقاتها.
تتعامل الحوثية مع اليمنيين كما يتعامل الكائن الطفيلي مع العائل الذي اخترق جسده.
تبني قدراتها بامتصاص أموال الفقراء اليمنيين وتجويعهم والقذف بأبنائهم إلى محازب حروبها العبثية.
*
طبيعة الحكم الذي تسعى الحوثية لتأسيسه في اليمن ليس ثيوقراطيا ولا ديكتاتوريا رغم انه يحمل أسوأ ما في النظامين من رذائل.
الحكم الحوثي نوع جديد يمكن أن نسميه حكم "العصابات المسلحة الطفيلية".
لتتخيل حقيقة هذا الحكم تخيل لو أن عصابة من عصابات المخدرات الكبرى في أمريكا اللاتينية سيطرت على السلطة وبدأت تحكم الشعب.. فكيف ستحكم؟
ستقضي تدريجيا على كل مؤسسات الدولة حتى وقد أصبحت تحت يدها لأن وجودها مناقض لفكرة الدولة. ستتخلى عن أي التزامات خدمية تجاه الناس لانها لا تحتاج لأي شرعية أو عقد اجتماعي.
ستنشر الإدمان والجوع والموت لأن هذه هي الحياة والبيئة المثالية لبقائها.
ستؤسس لحالة حرب أبدية بينها وبين الشعب وبينها وبين الدول المجاورة لأن تحكمها غير الطبيعي بالسلطة يهدد أمن كل الدول المجاورة لها.
لن تخجل العصابة الحاكمة من الجوع والموت والحروب التي تخلقها بل ستتفاخر بها وتحتفل بها كانجازات خارقة.
ستعيش عيشة طفيلية على دماء الناس وأرزاقهم وأرواحهم مثلما تتغذى الطفيليات على عوائلها.