يحل فصل الربيع على اليمن واليمنيين دون أن تزهر على أرضهم أدنى بادرة للوصول إلى سلام ينهي هذا الكابوس الجاثم على حياتهم.
تثبت تفاصيل السنوات الماضية حرص الميليشيا على تعميق أوجاع المواطنين وابقاء الوضع على ما هو عليه في مربع المعاناة.. تتهرب من إيجاد حل لأي مشكلة وتتنصل عن أي اتفاق لأنها بكل بساطة تنظر إلى الشعب على أنهم مجرد خونة ومرتزقة .
ويهل هلال رمضان على اليمنيين دون أن يستشعر الحوثي - كسلطة أمر واقع - مسئولياته تجاه المواطنين.
بلا ذكر لأدنى إجراء يخفف من معاناتهم في خطابه أعلن السيد قبل إعلان رؤية الهلال أنه مشغول بقضايا أهم حيث سيكون " في حالة جهاد نصرة للشعب الفلسطيني ".
لم يبق سوى أن يرفع يديه بالدعاء الخالص " آللهم ادمها أزمة واحفظها من الزوال " !.
يطلق اعلام الحوثي مسابقة بجوائز مالية ضخمة لمن يرسل إجابة " متى كان أول خروج للجماهير اليمنية للتظاهر نصرة لغزة " ؟
ربما يكون السؤال التالي عن موضوع مظاهرة الأسبوع المقبل وكم يقضي اليمني من الوقت في التظاهر أسبوعيا ؟ بينما السؤال الحقيقي هو لماذا لا تخرج الجماهير للمطالبة بحقوقها واستعادة الدولة المنهوبة على يد الميليشيا إلى جانب التنديد بجرائم الإبادة في غزة ؟
لو سألت عن أكثر من تنطبق عليه أغنية " وين الملايين..قطعوا علينا الكهرباء والميه وانت غايبة " ؟ فإن الإجابة بلا شك الشعب اليمني !.
تلتقي غزة مع مناطق اليمن الواقعة تحت قبضة الحوثي في عدة مسارات اولها أنهما تشهدان أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
ربما تختلفان بعض الشيء في الظروف والأسباب إذ يواجه القطاع عدوانا خارجيا وتخاذلا عربيا فيما تواجه صنعاء احتلالا وعدوانا داخليا ميليشاويا طائفيا أشد ضراوة وقمعا من العدوان الخارجي .
هنا عند مقارنة فظائع تسع سنوات مع خمسة اشهر تجد أن الميليشيا تتساوى مع الإسرائيلي في إثبات أنهم جميعا بلا أخلاق وضمير وبلا رادع أو التزام بالقوانين والمواثيق ؟
ما علينا .. شهر رمضان فرصة لليمنيين للتغيير من عاداتهم بإستثناء الحرااااف .! يفضل الكثير تخصيص وقت في قراءة القرآن وتدبر آياته.
وهناك من يحلو له الاتجاه إلى الشعر . قد تعتريك الدهشة وأنت تقرأ البردوني من جواب العصور:
أما زلتَ؟ شابت عيالُ العيالْ
وأنت تلاحق وعد المِطالْ
فلا أمكن الممكن المشتهى
إليكَ ولا المستحيلُ استحالْ
إلى أن يقول في نهاية القصيدة
أمانيك تبدو كماليةً
أتسكر والخبز أعصى منالْ
تريد الصدى قبل قرع الطريق؟
دليلُ الإرادات ومضُ الخيالْ
اخيرا..تعلن حكومة صنعاء في مارس من كل عام غرس مليوني شتلة بن .
إلى الآن ١٨ مليون غرسة بن أين ذهبت في موسم التشجير وفي جيب من تغرس مخصصاتها المالية ؟