يبدو أن حالة الجمود في الملف اليمني المراوح بين اللا سلم واللا حرب واللا حل - رغم كثرة الاتفاقات والالتزامات - ستظل سارية المفعول طالما أنها تخدم الحوثي وتساعده في المزيد من بسط نفوذه وتوجهه الطائفي المتطرف.
تشبه دورة حياة وبقاء الميليشيا إلى حد كبير البكتيريا خاصة في الحاجة الى البيئة المناسبة والجسد العليل من أجل التكاثر والانتشار .
يسعى الحوثي إلى جعل المناطق الواقعة تحت سيطرته دولته الجديدة إذ تبين فيما بعد أن ما سمي إعلان " التغيير الجذري " في سبتمبر الماضي كان المراد منه البدء بتغيير التسمية الرسمية للدولة إلى الجمهورية الاسلامية اليمنية .
نسخة مطابقة لأصل الصورة السيئة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية القائمة على ارتكاب أبشع الانتهاكات وحرمان الشعب من أبسط الحقوق وتسخير ثرواته في بناء السجون وتغذية الصراعات والحروب في المنطقة.
بالطبع فشلت الخطوة سريعا لكن محاولات الخطة مازالت قائمة.
لا يتوقف حديث إعلام وقادة الميليشيا عن أن عبدالملك الحوثي هو هكذا.." القائد الرباني لليمنيين ومرجعيتهم في كل شيء وسيد وعلم آل محمد " و فيلسوف الحضارة والمنطق.. ولو كره الكافرون بأساطير بلاد واق الواق"!
أثبت الواقع أن قيادة الميليشيا وقائدها المختار " كأجمل ما في الكون ونور هدى بسبب انقطاع الكهرباء " يجيدون لعب دور خطيب مسجد بينما يجهلون تماما كل ما يتعلق بادارة شئون مدينة أو قرية .
أثبتوا أيضا أنهم أصحاب براءة حصرية خمينيا في ابتكار أساليب الفساد والنهب وتعذيب وتجويع الشعب واعتقال واخفاء أفراد منه .
يصعب في الوقت الراهن بل أنه في قائمة المستحيل الإجابة على تساؤل إلى أين سيصل اليمن بعد تسع سنوات قاسية من وقوعه في دوامة الغزو من الداخل والحرب مع الداخل و الخارج ؟ من وقت لآخر تظهر مواقف بعض أطراف الصراع بخصوص المستقبل وفي مقدمها ميليشيا الحوثي التي تقلل من أهمية الوحدة اليمنية أو الحفاظ عليها . كما تجد نفسها مضطرة لتفادي الاشارة إلى السيد إلى تحميلها مسئولية أغلب المشكلات والانهيارات الحاصلة على الأرض وصولا إلى الغلاف الجوي وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري !.
في خطوات عدم تحريك الملف اليمني باتجاه السلام طرحت ميليشيا الحوثي في صنعاء قبل أسابيع عملة معدنية جديدة فئة مئة ريال رفضها المواطن ورفض التعييد بها فيما لاتزال تتوعد بفرضها عليه واجباره التعامل بها وما سيصك لاحقا من الفئات النقدية .
إلى الآن ما يزال المتحكمون بالبنك المركزي بصنعاء يعلنون ويحلفون أن العملة الجديدة حلالة أزمة ولن تؤثر على سعر الصرف " خارج اليمن وبدون يمين " !.
مئة ريال مفيدة للحوثي ضرورية للمواطن مثل استخراج أحدهم بطاقة بدل فاقد !.
مهما قالت فإن الشعب بات يعرف أن أي قرار للميليشيا لا يصب في مصلحته على الاطلاق .
وفي هذه المرة تريد منه أن يدفع حتى تكاليف صك وطباعة العملة الجديدة وعليه أن يتحمل العواقب المستقبلية لقبول تداولها بين يديه .