يحاول اليمنيون القاطنون في المناطق المحتلة من قبل مليشيا الحوثيين الانقلابية، التخفيف ما استطاعوا من ربقة وصعوبة العيش تحت سلطة هذه العصابة المتمردة والجابية، التي لم تترك شيئاً أو أمراً في حياة اليمنيين لم تحوله إلى مصدر جباية وعقاب لكل من يخضع لسلطتها أو يريد البقاء والعيش في منطقته أو مدينته أو حتى قريته الكائنة في مناطق نفوذهم..!! وكأنما أصبحوا يقولون للمواطنين: عليكم الخضوع والتسليم للبقاء، كما عليكم الدفع مقابل ذلك..!!
ومن محاولات الهروب ولو مؤقتاً من ذلك الوضع المزري حقاً، يحاول المواطنون استغلال المناسبات المختلفة للترويح عن أنفسهم وتخفيف وطأة ما يعيشونه من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة فرضها وجود العصابة، ونظراً لشحة الإمكانات والظروف الاقتصادية وهي الأكثر تأثيراً وضغطاً على حياتهم، فإنهم لا يجدون غير الأماكن العامة كالمنتزهات والحدائق وضواحي المدينة، لتكون متنفساً ولو بسيطاً ومؤقتاً لهم ولعائلاتهم..
هذه المتنفسات العامة أو ما تبقى منها في العاصمة صنعاء على سبيل المثال، أصبحت بطبيعة الحال ونظراً لعدم القيام برعايتها وعدم وجود دولة كالتي أسستها وأنشأتها تقوم بذلك، أصبحت تضيق بالناس لحد لا يكاد يحتمل، نظراً للارتفاع الكبير في عدد سكان العاصمة، ولعدم وجود خطط حكومية لتوسعتها وإنشاء أخرى وأخرى بإمكانها الاتساع للكم البشري الذي يتوافد عليها حتى من خارج العاصمة.. فليس هناك دولة أو حكومة فعلية تخطط لذلك وتدرس المتطلبات وتبادر في المعالجة والإنشاء..
عموماً نحن لا نحتاج لأن نتحدث عن الأسباب والمعالجات والإمكانات، ما دمنا نجمع على الحديث عن سلطة مليشاوية جابية، لا يمكنها ولا حتى تريد أن تكون سلطة طبيعية، تتحمل مسئولية الدولة تجاه المواطنين.. نحن إزاء عصابة عرف الجميع أن أكثر همومها وما تركز عليه هو استغلال الإمكانات والمنشآت التي اختطقتها من الدولة، وقبل ذلك المواطنين، استغلالهم أيضاً وبكل الطرق الممكنة، لتحقيق وتجسيد سلوك الجباية والابتزاز الإجراميين، واللذين يعدان من أهم ما عرفت به العصابة طوال تسع سنوات..!!
القضية الأكثر أهمية وجدة هو حرص هذه العصابة، كل حين، على ابتكار طرق ووسائل جديدة للابتزاز، وقد وصل بها الأمر هذا العام إلى مضايقة المواطنين في المتنزهات والحدائق وحتى الضواحي، وذلك بتوزيع كهنتها وجباتها وصعاليكها على تلك الأماكن العامة لمراقبة الناس والقبض على كل رجل أو شاب يصطحب زوجته أو أخته أو حتى ابنته، والتحقيق معهم وتوجيه تهم الفاحشة إليهم، حتى وإن تأكدت من صلة القرابة بينهم، وأخذهم على سيارات الشرطة وابتزازهم مئات الآلاف وأحياناً الملايين عن كل حالة..!!
تصرف عصاباتي طالباني بشع ولا أخلاقي يضاف هذا العام للرصيد الكبير والقبيح من التصرفات والإجراءات التي تمارسها العصابة الحوثية في حق المواطنين، والتي تثبت، إن أثبتت شيئاً، دناءة هذه المليشيا وحقارة سلوكها تجاه اليمنيين، وتؤكد بلا أدنى شك على أن هذا الرصيد، ينضاف في المقابل له رصيد مماثل وربما اكبر من الكراهية والتخامل إلى مشاعر الناس تجاه هذه العصابة الانقلابية الإرهابية، ويضاعف من الاحتقان ضدها وضد سلوكها وطرائق تعاملها مع المواطنين وصولاً إلى اتهامات كهذه تخدش الحياء وتتعرض لأعراض الناس، بوقاحة تجاوزت وتتجاوز حدود الاحتمال..!!
وكل هذا يؤكد على أن عقاب مثل هذه الإجراءات، سيكون عسيراً على العصابة، وأن المواطنين الشرفاء لن ينسوا هذا مهما تطاول عليهم صلف وقهر ودناءة الحوثيين، لقد أصبح هناك إيمان كبير وثقة مطلقة بأن دوام عصابة جابية مجرمة بهذه التصرفات الوقحة والأخلاق الدميمة، لا يمكن أن يكون طويلاً، وأن السقوط لم يعد بعيداً، وأنه أصبح لكل يمني تقريباً لديهم ثأر لن ينسى، وأن المقهورين تحت هذه السلطة الانتهازية والمستغلة، سيقتصون يوماً ما لكل هذا وذاك، وسيثأرون دون شك لأنفسهم مما فعلته وتفعله بهم هذه العصابة المتمردة، التي لم تكتف بتشريد الخلق وتجويعهم وقهرهم وإذلالهم، بل وصلت أيضاً لجرح كرامتهم والخدش بدناءة كبيرة في أعراضهم التي لم تخدش بهذا الشكل منذ الأزل..!!