يصر الحوثيون بشكل غير اعتيادي على تطبيع الواقع بوجودهم من خلال الكثير من الممارسات، غير مصدقين ولا متوقعين أن لحظة سقوطهم ستكون لحظة فارقة، وأن اليمنيين بعد أيام من سقوطهم إن لم يكن بعد ساعات سيقذفون بهم وبمشروعهم العنصري الجابي إلى مزبلة التاريخ دون أسف أو ندم..
وغير بعيد عن ذلك ما تفعله الجماعة بخصوص الدورات الصيفية العنصرية، التي تسخر لها الجماعة إمكانيات غير محدودة، ركوناً منها إلى أنها عبر هذه الدورات قادرة على محو التاريخ اليمني والهوية الوطنية، لحساب فكر سلالي بغيض تتبناه هذه الجماعة، وتحاول تطبيعه وتكريسه كثقافة عامة على حساب كل فكرة أو اعتقاد سائد عن الوطنية وحتى عن الإنسانية..!!
في الدورات الصيفية المناهج مجانية ومستحقات ومكافآت للمعلمين مجزية، وهدايا وجوائز للطلاب.. وفي المدارس الحكومية المناهج إن وجدت بمقابل كبير والمدرسين بدون رواتب، وحتى الطلاب لا يسلمون من دفع الجبايات التي تسببت ولا تزال تتسبب في تسرب نسبة كبيرة منهم من المدارس..!!
هكذا تتعامل مليشيا الحوثي الانقلابية مع الواقع اليمني في مناطق نفوذها، معتقدة أن اليمنيين من حولها جمع من المغفلين، لا يدركون ما تفعله بحق الأجيال من انتهاكات لا يمكن تقبلها، وفي مقدمتها محاولة تجهيل وتظليل أبناء الوطن، بخرافات لم يعد الزمن الحاضر زمن التكنولوجيا والعالم المفتوح مستوعباً مناسبا لها..!!
تبدو هذه الجماعة وكأنها لا تقرأ التاريخ، حتى القريب منه، ولا تفكر في المستقبل أيضاً حتى القريب منه، تعتمد فقط على لحظة النشوة القائمة في الأساس على امتلاك القوة، وتداخلات الظروف التي خدمتها، مصدقة نفسها بأنها أصبحت قوة لا تقهر، وأن الزمن سيظل هو الزمن ذاته الذي هيأ لها الانقلاب على الواقع..!!
صحيح أن فكر هذه الجماعة فكر تخريفي أحمق ولا يتعامل مع الواقع بعصريته، ولا شك أن مصيره الاندثار والزوال، ولكن الحقيقة المؤلمة أن الوقوف إزاءه بأيدي مكتفة، دون محاربته ومحاسبته في الوقت الراهن، سيكون له كلفة باهظة، وسيكون في مداواته الكثير من الصعوبات التي نحن في غاية الغنى عنها حاضراً أو مستقبلاً.. وهنا يأتي دور أجهزة الإعلام والتوعية في كيان الشرعية، التي يجب أن تكون حاضرة وفاعلة.
يجب توعية المواطنين وإطلاعهم على ما تفعله هذه الجماعة المارقة، وما تؤسس له من أفكار شيطانية تستهدف الناشئة، وتحولهم من آمال مستقبلية لبناء الوطن إلى أحزمة ناسفة وألغام مدسوسة في جيوب ذلك المستقبل.. لا نريد أن يأتي الغد الذي نرى فيه أبناء وطننا وقد صاروا نسخة ممن يسمون أنفسهم مجاهدين في الجماعات الإرهابية الأخرى كالقاعدة وداعش..
لا بد من وجود وحضور التوعية على امتداد الساعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ودعوة الناس خصوصا في مناطق نفوذ جماعة الحوثي الإرهابية، إلى المحافظة على بينهم وحتى بناتهم من الانخراط في مثل هذه الدورات الملغمة بالفكر العقيم والموت المؤكد والتفخيخ لمستقبل وطن، نحن أولى بأمانه وبصحة وسلامة مستقبله.