مثل يوم 27 أبريل.. يوماً ديمقراطيا في اليمن فتوجه اليمنيون نحو صناديق الاقتراع معبرين بكل فرحة وسرور عن عرسهم ويومهم التاريخي وكانت المعجزة التاريخية والحضارية واليوم الحضاري الذي ساهم فيه الكثير من الابطال بتضحياتهم توجت يوما ديمقراطيا ومعجزة كبرى.
وذلك بعد ثورة سبتمبر 1962وماتلاها من ارهاصات حتى كان يوم 27 أبريل /، 1993 وسيظل الـ27 من ابريل يوما حضاريا مشهودا في تاريخ اليمن الحديث لارتباطه بارساء النظام الديمقراطي التعددي الذي اتاح المجال امام كافة الفعاليات الحزبية لممارسة العمل السياسي في العلن وخوض الدورات الانتخابية على قاعدة التنافس عبر البرامج كما اتاح للمواطن اليمني حرية الاختيار لمن يمثله في السلطة التشريعية او المجالس المحلية او حتى في اعلى هرم للدولة والمتمثل بمنصب رئيس الجمهورية.
اليوم ونحن نعيش هذا اليوم بعد ان مزقت المليشيات أواصر المجتمع اليمني وهدم مؤسسات الدولة ومحاربة التعليم ونهب المرتبات وتجويع المواطنين وتجنيد الأطفال وقمع الحريات والرأي الآخر رافضة المشروع الديمقراطي نحو الإمامة ومربع الاستعباد؛ والاستبداد بعد ان حقق الأجداد رمزا لليمنيين بحكم الشورى.
وقد استحق هذا اليوم ان يحتفى به من قبل ابناء الشعب اليمني بمختلف شرائحهم والوان طيفهم كيوم للديمقراطية تعززت فيه عام 1993م اهم انجازات الثورة اليمنية الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر وكذا الشرعية الديمقراطية المعبرة عن الارادة الشعبية التي كانت احدى ثمار المنجز الوحدوي العظيم الذي حققه الشعب اليمني في الـ22 من مايو عام 1990م.
فرسم الشعب اليمني ومضى نحو الديمقراطية وشهدت حينها اليمن تحولات نوعية على صعيد توسيع قاعدة المشاركة السياسية والشعبية وتجسيد مبدا الشراكة في تحمل المسئولية الوطنية وحرية الراي والتعبير وحقوق الانسان والارتقاء بنظام الحكم المحلي لم يكن سوى نتيجة طبيعية للاشراقة الوحدوية التي ارتفع علمها خفاقا في مدينة عدن صبيحة الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وهو الحدث الذي لم يكن حدثا عابرا بل انه جاء تتويجا لمسيرة طويلة من النضال والتضحيات الجسيمة والسخية التي قدمها ابناء الشعب من مختلف مناطق الوطن على دروب التحرر من ارث الماضي المتخلف لعهود الامامة والاستعمار ليصبح الحلم حقيقة على ارض الواقع في ذلك اليوم المجيد.
فحاولت المليشيات منذ ذلك اليوم تحفر وتعمل ضد المشروع الكبير لإعادة الإمامة والعودة للماضي وظلت سنوات واعوام وهي تحفر في جدار صم وصلب حتى تحقق لها مشروعها الإرهابي والسعي نحو الهدم وتوسيع الفجوات بين كافة الاطياف والشرائح والاحزاب السياسية والعسكرية، فنقول للمليشيات هيهات ان تصلوا الى مبتغاكم ومشروع الوصاية التي تعملوا لتحقيقها ولايمكن ان يتخلى ابناء اليمن عن ما رسمه الاجداد من الحكم الديمقراطي وسيمضي عليه اليمنيون مهما كلف من ثمن.
وعلينا أن نصف هذا اليوم باليوم التاريخي الكبير الذي ارسيت فيه اسس و مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية السياسية في اليمن لاول مرة، داعين ابناء الشعب اليمني وكافة قواه الاجتماعية الي تكريس ثقافة الوحدة الوطنية وتخليدها في نفوسهم وعدم الانجرار وراء الافكار الهدامة والطائفية والتخريبية ، مؤكدين ان 27 ابريل يوم الديمقراطية الذي استطاع من خلاله اليمنيين احداث تحولا تاريخيا في حياتهم في 27 ابريل يوم عرس لكل ابناء اليمن.
وعلى جميع أبناء اليمن الاحتفال بهذا اليوم و الاعتزاز به نظرا لما يشكله من أهمية كبيرة في حياة كل مواطن يمني وجد ثمار اختياره الديمقراطي السليم.
وحينها أثبت اليمن بأبنائه للعالم انها قادر على ترسيخ الديمقراطية في نفوس ابنائها والدليل هو نجاح التجارب الانتخابية الماضية التي تثبت ان الانسان اليمني ديمقراطي بكل ما تعنيه الكلمة".
وسوف يبقى هذا اليوم خالد في قلوب كل اليمنيين فهو يوم يمثل منجزا حقيقيا من منجزات الوحدة اليمنية التي حق كل اليمنيين وهي مكتسب لكل اليمنيين كونها استطاعت ترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية التعبير عن الراي" .