تظل مشكلة الشعب أن هناك من لا يفرق بين الولاء والانتماء وهناك من يستغلهما كيفما أتفق لغرض في ذاته ولتحقيق مصلحة ولو كانت على حساب بقية الأوادم ممن سيدفعون في غالب الأحيان حياتهم ثمنا لتصرفات ونزعات شخصية .
توحي العديد من الشواهد اليومية في ظل هيمنة الميليشيا بأن العقل اليمني ربما كان الوحيد الغير قادر على إدراك الحقيقة حيث يتعامل مع كل شيء بمبدأ " ما بدا بدينا عليه ..ويا رازق الطير كل يوم بيومه" !.
أكثر من ثلاثين مليون انسان ينتمون إلى اليمن ويحملون جنسية يمني لكن منهم من يمكن القول أنه في الولاء بعيد عن الله وليس لوطنه وإنما لأشخاص وأفكار واوهام ثمة من يصدقها وثمة من يتبعها لجني الفوائد.
مرت قرابة عشر سنوات منذ سيطرت ميليشيا الحوثي على أجزاء من اليمن .. تغير فيها الكثير على وجه الأرض والقليل على مستوى تذبذب ميزان الولاءات والمعتقدات .
وهكذا بين تأرجح كفتي الانتماء والولاء تظهر تباعا مؤشرات القياس لحجم المصائب والكوارث التي تحل على البلاد والعباد .
صحيح أن الدولة بشكل عام لا تزال تحمل إسم الجمهورية اليمنية إلا أنها عند حساب ولاءات البعض ممن وصلوا إلى السلطة بقوة السلاح و امتلكوا مفاتيح السجون والعقاب والجزاء بلا قوانين أو ذنب للمجني عليهم فإنها غدت ملكية عمياء ومفصلة في جريان تفاصيلها العامة والخاصة على مقاس شخص هو السيد العلم النبراس وصاحب الزمان والمكان الذي جاء من الكهف حاملا رؤية أن الشعب اليمني سيئ بحاجة الى تأديب بعدما تعرض لسنوات لأفكار الغزو العالمي الهدامة و متحملا مع اتباعه عناء أنه يجب إعادة المواطنين المتمسكين بقيم الحرية والديمقراطية والدستور والنظام والقانون إلى داخل الكهف القديم !.
كم لبثنا أو هم ؟ في القرن الواحد والعشرين في العام ٢٠٢٤م لكنك تصادف من يعيش في زمن ما قبل التاريخ ويؤمن أنه بفضل مشروع الحوثي وانتهاكات الميليشيا المتواصلة سيتطور وينتقل إلى مرحلة العصر الطباشيري !.
يصدق أن السيد عبدالملك الحوثي إبن الرسول أن لم يكن الرسول الجديد لليمنيين وقائد المسيرة رغم أنها بلا وجهة ! وسيكون قائد الأمة العربية والإسلامية في حال تحسنت الظروف قليلا وحصل في تلك الدول انقلاب وحوار موفنبيك !.
مثلما للسيد أكثر من صفة وتوصيف في حديث الجماعة فإن له أكثر من عمل ووظيفة !
تصرح قيادات الميليشيا أن السيد هو البندق والشعب الذخيرة التي يطلقها على الأعداء.. يعني كلاشنيكوف !.
ويقول ثان أننا أي نحن أي اليمنيين جنود السيد .. انتهت حكاية جنود الوطن !
يشير آخر من على متن السفينة المسروقة جلاكسي إلى مياه البحرالأحمر : لو أمرنا السيد لذهبنا غادي غادي غادي إلى البيت الأبيض لنثأر من الرئيس جو بايدن .. كما يناشد "بهذا الجاه " قبائل حضرموت التفاهم مع صاحب البلاد بايدن !.
أيضا تردد الزوامل " يا سيدي إحنا معك .. ومع إبن طه رجال رجال" .. ومع أبناء الشعب في الواقع مجرد لصوص وقتلة .
طالما أن السيد أصبح مرجعية اليمن واليمنيين فيا حبذا لو خصص محاضرته القادمة لتبيين الفرق بين تفسيرات وممارسات وجرائم من يزعمون أنهم شعب الله المختار غادي غادي.. وبين جماعة أنصار الله المختارة هنا !