محلي

خطر المبيدات على النحل

أبو بهاء الصليحي

|
12:40 2024/05/05
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تُعدّ حملات الرش المكثفة للمبيدات الزراعية أحد المهددات الرئيسية لطوائف النحل، التي عادة ما يتم تنفيذها بعد مواسم الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة التي تزيد من خطر انتشار الملاريا، وتفشي الجراد الذي يمكن أن يدمر المحاصيل الزراعية تماما.

يؤكد متخصصون ان عملية مكافحة البعوض تبدو غير مدروسة من حيث تقييم فاعلية المبيدات المستخدمة على البعوض، إذ لا يتضرر كثيرًا بسبب طبيعته المقاومة، على عكس النحل الذي يتأثر أسرع، ما يجعله عرضة لخطر الانقراض، مهدِّدًا هذا القطاع الاقتصادي الهام.

يمكن تقسيم المبيدات، بحسب سميتها للنحل، إلى: مبيدات عالية السمية، وعادة هذا النوع من المبيدات يقتل النحل إذا تعرض له أثناء الرش أو بعد أيام قليلة من الرش، ومبيدات متوسطة السمية، وتكون محدودة إذا لم تُرَش على النحل وهو في الحقل أو إذا لم ترش على الخلايا بقرب الحقل، ومبيدات قليلة السمية، وهذا النوع من المبيدات يمكن استخدامه دون خوف على النحل، خاصة في حالة اتباع التعليمات الموجودة على العبوة.

وتشدّد العديد من الدراسات على ضرورة إعادة النظر في طريقة الرش، واستبدالها بالطرق البيولوجية المستدامة في مكافحة البعوض، والاهتمام بتنفيذ برامج إدارة شاملة بدلًا من الرش العشوائي.

يقترح متخصصون عده خطوات أولية لسلامة المناحل، على رأسها تجنّب رش المحاصيل المزهرة، وضرورة تنبيه النحّالين قبل رش المبيدات، وفحص المحصول قبل الرش للتأكد من عدم وجود النحل السارح، وتجنّب الرش بالقرب من طوائف النحل، وفي هذه الحالة يفضل إبعاد المناحل من حول الرش، في دائرة نصف قطرها ثلاثة كيلومترات، واستخدم المبيدات الحشرية منخفضة السمية على النحل، إلى جانب الرش في الصباح الباكر، أو المساء حينما يكون النحل في خلاياه.

يحذر مختصون من بعض الأسماء التجارية للمبيدات عالية السمية المتداولة في الأسواق المحلية، أهمّها: (أبامكتين - كلورفينابير - دلتامثرين - ديافينثيورون - إيمامكتين بنزوات - فنفاليرايت - فينبروباثرين – فنفاليرات – فيبرونيل – إميداكلوبرايد – إندوكس كارب – لامبداسيهالوثرين – سبينوساد – ثيامثوكسام.

ومن أعراض تسمّم النحل بالمبيدات: وجود أعداد كبيرة من النحل الميت أمام مداخل الخلايا، وارتعاش جسم النحل وأرجله، وعدم اشتباك الأجنحة الخلفية مع الأجنحة الأمامية، وكذا زحف النحل أمام مداخل الخلايا وعدم قدرته على الطيران إلّا لمسافات قصيرة، والترجيع للمواد الموجودة بالجهاز الهضمي، وشراسة الشغالات الزائدة، وانتفاخ بطون الشغالات، وعدم قدرة النحل على التوجيه، وبقاء الكثير منه داخل الخلايا في حالة قريبة من الموت أو إصابته بالشلل.

عند تسمم النحل، تصاب طوائف النحل بالجوع؛ نتيجة موت الشغالات السارحة (الحقلية)، وتموت من البرد لقلة الشغالات الحاضنة التي تعرضت للتسمم، وتتوقف الملكة عن وضع البيض، أو يقل وضع البيض في الخلية، إلى جانب موت الملكات الذي يحدث نتيجة إحلال النحل لها، وضعف عام للطوائف التي تعرّضت للتسمم بالمبيدات، ممّا يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض والآفات، وفي حالات كثيرة يؤدّي التسمم إلى موت الطائفة بالكامل.

ويُنصح النحّالون بالالتزام بالتعليمات والإرشادات ومغادرة الأماكن المستهدفة، وعلى المزارعين استخدام طرق أخرى غير الرش، مثل الناموسيات، للحفاظ على البيئة والحياة البرية

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية