احتفلت الدول قبل أيام بالحمير في يومها العالمي الذي يصادف سنويا ٨ مايو كتقليد بدأ منذ ٢٠١٨م استجابة لمطالب منظمات الرفق بالحيوان.
في اليمن مر العيد دون ذكر وبدا واضحا أن الصحافة مقصرة في مهامها في وقت بات ملحا عليها تناول ظاهرة تزايد أعداد الحمير في العاصمة صنعاء بل وتسلطها على مصير المواطنين وعدم الالتفات لدعوات الرفق بهم !.
ربما تم تغييب المناسبة العالمية لأنها جاءت متزامنة مع أسبوع ذكرى الصرخة للميليشيا حيث يثبت أصحابها انسياقهم كالقطيع إلى فعاليات الحوثي وأنهم عند ترديدها الأقل استيعابا لمتطلبات الواقع من أي حمار ومن أي حيوان آخر حتى وإن كان منويا !.
في اعتقادي أن كل حيوان يحظى بقدر من الفهم والذكاء والفطنة لا تخرج عن طبيعة الدور الذي خلق لأجله وهي صفات حرم منها بشر في بلادنا أخذتهم محاضرات و تهديدات وإغراءات السيد إلى مواطن وسلوكيات تتنافى مع الطبيعة الإنسانية.
يجند الحوثي الأطفال وأبناء القبائل في المحافظات الواقعة تحت سيطرته لمحاربة من يسميهم أعداء الوطن والشعب من اليمنيين في المحافظات التي لم يستطع السيطرة عليها !.
يقتل الآلاف دفاعا عن صرخة الموت والموت التي لم تصب إلى الآن أمريكي أو إسرائيلي واحد بأذى!.
يشعر الموظف بأنه أصبح مثل حمار الشقا أو جمل المعصرة يعمل تحت خديعة الصمود بلا راتب !.
عندما حلت الهدنة قبل ثلاث سنوات وتحسنت أحوال الإيرادات وذاعت فضائح تقاسماتها الظالمة طالب الموظف بأجوره المستحقة فتبجح الحوثي في الرد : من يريد رواتب فليذهب إلى الجبهة للقتال ونحن نصرف له راتبه .
يتجول أفراد الميليشيا بالأسلحة على أكتافهم في شوارع العاصمة لاستعراض القوة ولكي يلحظ الجميع الفرق بين ما يعتبرونه " المجاهد في سبيل الله " براتب وامتيازات أخرى والمتخلف عن الجهاد واستلام الراتب !.
وبعناد حمار واشد منه في البلادة يجادل أحد أتباع الميليشيا الجدد بأنه مجاهد من الطراز النادر وأنه إذا قتل فسيكون شهيدا كما وعده السيد وسيكون فرحا للغاية لدخول الجنة إذ سوف يستيقظ من اليوم التالي لتناول الصبوح مع الأنبياء والرسل .
وفي المساء سينام إلى جوار أربعين من جميلات الحور العين رغم أن بنات القرية رفضن خطبته في الحياة الأولى !.