يحل العيد الوطني الـ 34 لقيام الجمهورية اليمنية في ظل أوضاع سياسية واقتصادية صعبة تتزايد معها التساؤلات حول مواقف بعض أطراف الصراع من أهم مكسب وطني تحقق وهل باتت تشكل تهديدا له بدلا من الحفاظ عليه ؟.
يحفظ تاريخ اليمن الحديث جهود الرئيس الأسبق الشهيد علي عبدالله صالح باعتباره لعب الدور الأبرز في تذليل الصعوبات وتحريك خطوات الوصول إلى أعظم أمنيات الشعب المتمثلة في إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.
ولأنه على دراية بتاريخ اليمن وأروع مراحل المجد التي سطرت صفحاته استهل الرئيس الصالح رحمه الله خطابه عقب رفع علم الجمهورية اليمنية في عدن بالقول " الاخوة المواطنين في الداخل والخارج.. يا أحفاد سبأ وحمير " .
اليوم تدفع الظروف الكارثية و المعقدة التي يمر بها اليمن غالبية أبنائه وهم يقفون أمام ذكرى الوحدة المباركة الـ 34 إلى استذكار شخص الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله.. إذ برهنت وقائع أكثر من عقد أنه الرئيس الوحيد الذي وصل إلى الحكم وهو يملك رؤية وطنية طموحة تحظى بالإجماع وقابلة للتنفيذ واستمرار البقاء على الأرض .
في مايو وأكثر من أي وقت مضى يتسائل الناس عن الذين استولوا على السلطة وعن أي فعل قاموا به يصب في مصلحة الوطن .. على العكس فإنهم يقفون ضد أمن واستقرار البلاد وينتهكون حقوق وحياة وسلامة العباد.
أي إنجاز يمكنهم التفاخر به ؟بسببهم ظهرت قلة بعيدة عن التاريخ الحقيقي تماما بادعائها أن 22 مايو يوم احتل فيه الشمال الجنوب !.
وقبلها ظهرت ميليشيا مسلحة خارج التاريخ والزمن تزعم أن ما جرى في 21 ديسمبر 2014م كانت ثورة ضد الظلم والطغيان وانقاذ للمواطن الذي فقد حتى الشعور بالصبر والسلوان جراء ما ألم به من جرائمهم !.
تظل الوحدة اليمنية أكبر من الجميع وأكبر من كل المؤامرات كونها جاءت مجسدة للارادة الوطنية وشكلت عبر استفتاء الشعب المسمار الأخير في نعش وأوهام العودة إلى زمن الملكية الكهنوتي أو الاستعمار البغيض .
صبيحة يوم 22 مايو 1990م أعلن الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله أنه " بتحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية ينتهي واقع التشطير والتجزئة الذي ورثه شعبنا عن الإمامة والاستعمار ويمتلك بها نصر الثورة السبتمبرية 26 سبتمبر والـ 14 من أكتوبر المجيدتين " .
رحل علي عبدالله صالح لكنه ترك بصمة في قلوب الشعب شمالا وجنوبا وفي شتى ارجاء اليمن ستظل تذكر له جميل الفعل والإنجاز وتؤكد احقيته في انتزاع صفة الزعامة الوطنية في الحياة والممات