محاولات إفشال الشرعية وتصويرها على أنها مكون ملوث بالفساد والتراخي في قضية استعادة الدولة من أيدي المليشيات، لا تكاد تتوقف.. ومن يوم لآخر تتسرب هنا وهناك أنباء وإشاعات حول قضايا فساد وإفساد، سرعان ما تسري سريان النار في الهشيم، وهو ما يبعث الريبة وشكوكاً تصل في الغالب إلى مقاربة اليقين، أن هناك أجهزة خفية، تعمل بجد واجتهاد وبعيون لا تكاد تنقفل، على تشويه حال الشرعية وأجهزتها ومؤسساتها ومكوناتها عموماً، بشكل ينجح في كل مرة في تكوين موقف سلبي لدى العامة تجاه الشرعية، وهي الطرف الوحيد المعول عليه استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والتخلص من المليشيات التي قدمتها الأزمة لواجهة الواقع..!!
ما سبق هو لسان حال من يقفون إلى جانب الشرعية ويساندونها، على أمل أنها وأيا كان حالها وواقعها، ما تزال تشكل الأمل الوحيد في استعادة استقرار البلاد وإصلاح ما أفسدته ودمرته الأزمة مادياً ومعنوياً.. بينما يرى طرف آخر أن هذه الشرعية ليست أكثر من آلة فساد وإفساد ولا يعول عليها أمر حتى في أبسط المستويات، وأن مكوناتها وأفرادها، متقبلون الوضع الذي تعيشه البلاد، لأنه وضع يوفر لهم مصالح ذاتية، ولديهم استعداد لفعل أي شي ليستمر هذا الوضع البائس وتستمر مصالحهم على حساب الوطن والشعب..!! ويتم الاستشهاد على هذا الرأي بقضايا فساد مالي وإداري كبيرة وجدت وتوجدت بين اللحظة والأخرى على أرض الواقع..!!
بموازاة ذلك وهذا تظهر باستمرار تحركات شعبية رافضة ومحتجة على الأوضاع المتردية في حياة المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها سلطة الشرعية، وتظهر شكاوى مؤلمة، لا تقل بشاعة عما يحدث في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية، بل ويصفها البعض بأنها أكبر وأكثر أثراً في حياة الناس مما يمارسه الحوثيون من بطش وقمع وفساد بحق المواطنين، وهذا المنطق يبدو وكأنه يعمل في صالح المليشيا وتحسين صورتها، وتجسيد مقولة أو وصف أفضل السيئين للمليشيا..!! أي أن هناك في صفوف الشرعية نفسها وفي مناطق نفوذها من يعمل لصالح المليشيا الإرهابية، ويساعد على تهوين وتسهيل الموقف العام الرافض لوجودها على أرض الواقع، فما بالنا بوجودها كسلطة أمر واقع..!؟
إن ما تعيشه الشرعية من حال مؤسف، يصل بها أحياناً إلى ذروة أشكال الفشل، ليس أمراً طبيعياً ولا يمكنه أن يكون كذلك، ومن المؤكد أن هناك من يريدها أن تظهر بهذا المظهر الملفع بالخذلان، خذلان الشعب الذي لم يعد أمامه من شيء سواها ليركن إليه، ويبني عليه ما تبقى من آمال تجاه هذا الوطن، وإمكانية استعادة حياته وصيروراته الطبيعية، واستتباب الأمن الكافي لتوفير حياة كريمة لليمنيين وإن في أدنى المستويات والظروف.. إذ أن كل ذلك وغيره لا يمكن أن يتحقق ما دام فيروس المليشيات يعبث بالحال هنا وهناك في أرجاء الوطن، ويصيب جسده بالأمراض الخطيرة والمزمنة، كالشتات والتمزق والفساد والجوع والتشرد بحق شعب بريء لا يستحق أياً من تلك العقوبات القاسية..!!