تصر العصابة الحوثية على إقحام اليمن في حروب طويلة الأمد، تطيل بقاءها في السلطة لأطول فترة من الزمن.. وما اعتداء اسرائيل على اليمن وضرباتها المدمرة على الحديدة إلا دليل على ان الحوثية تبحث فقط عن بطولات زائفة تمنحها الشعبية والسيادة على البلد، والاعتراف بها كدولة تمثل اليمن كله.. فيما هي مجرد عصابة مغتصبة للسلطة لا يعترف بها احد.. وجرعت اليمنيين الويلات!
لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي يتم اقحام اليمن في حرب مباشرة مع العدو التاريخي للعرب، ويتجرأ الكيان الغاصب على اختراق السيادة اليمنية وتوجيه ضربات مدمرة على مدبنة الحديدة الخاضعة للسطوة الحوثية، ردا على مُسيرة حوثية وصلت الى تل ابيب واحدثت اضرارا طفيفة.
وبصرف النظر عن واجب اليمنيين والعرب والمسلمين في نصرة فلسطين كقضية مقدسة؛ إلا ان العصابة الحوثية كعادتها لا تنظر اليها من هذا المنظور، بل تبحث عن بطولات زائفة وعنتريات متهورة تمنحها الشعبية والسيادة المطلقة على اليمن، املاً في اعتراف عربي ودولي بها كدولة تمثل اليمن كله.. في حين يعلم العالم كله انها عصابة مغتصبة للسلطة لم يعترف بها احد حتى اللحظة.. وفي سبيل الاعتراف بها لا مانع لديها من مواجهة اسرائيل والقوى الاستعمارية المتحالفة معها ولو على حساب الدماء اليمنية البريئة التي لا تحسب لها أدنى حساب.
يجمع المراقبون للشأن اليمني ان الغباء الحوثي تورط في حرب غير محسوبة العواقب، في ظل سماء مفتوحة وظهر مكشوف للعدو، فلا دفاعات ارضية لإسقاط الطيران الصهيوني المعروف ببشاعته، ولا طائرات حربية وبوارج بحرية لقصف مواقع العدو، ولا رادارات متطورة لاكتشاف الاجسام الطائرة وتوجيه صفارات الانذار لتنبيه المدنيين، ولا بلد مستقر وموحد لخوض حرب جديدة ستكون مكلفة، باستثناء طائرات مسيّرة لا قيمة لها في معركة كهذه، وصواريخ هزيلة يتم تدميرها في الهواء، بل ولا حتى ملاجئ آمنة يختبئ فيها الابرياء من ضربات الطيران الصهيوني الأعمى، باستثناء شبكة انفاق حوثية تحت الارض وكهوف جبلية يحتمي بها مقاتلو الحوثي فقط، تاركين حياة المدنيين الابرياء على الارض عرضة للقصف والمهالك.. فعن أي جهوزية يتحدث الحوثي لمواجهة معركة طويلة لن تكون كسابقاتها؟
يبدو ان اسرائيل هذه المرة اتقنت اختيار التوقيت المناسب لضربتها؛ في ظل عوامل متشابكة خدمتها هذه المرة ومنحتها الجرأة للاعتداء على اليمن لأول مرة.. فمن جهة استغلت وجود عجز عربي فاضح غير قادر على ردع التوحش الصهيوني منذ اندلاع طوفان غزة ومذابحها البشعة التي عجز العالم عن وقفها.
ومن جهة ثانية عدم وجود دولة يمنية كاملة السيادة في الأمم المتحدة وتمزّقها بين مناطق سلطة شرعية معترف بها دوليا ومناطق سطوة حوثية لا يعترف بها أحد، ما يجعل الإدانة الأممية للاعتداء الصهيوني غير واردة بالمطلق، بنفس الطريقة التي تعاملت بها اسرائيل مع غزة وجعلتها تتجرأ في ارتكاب المذابح دون رادع، كون فلسطين بلا دولة بنظر اسرائيل، ما يجعلها تستهدف مناطق السطوة الحوثية دون رادع، وتمدد في حربها على اليمن ولا تبالي، فيما يبقى المواطنون المغلوبون على أمرهم ضحية مغامرات حوثية جنونية!