محلي

حصر مكاسب الاتفاقات على الانقلابيين..!!

وسام عبدالقوي

|
12:35 2024/07/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من سوابق تجربة وشهادة يتبين بشكل شبه مؤكد أن جماعة الحوثي الإرهابية لا تحتاج، كطرف في أزمة، إلى ما يقوي مواقفها التفاوضية، في كل منعطف أو تحول في مسار الأزمة اليمنية، وهذا حال غير متوقع، ولا يمكن أن يكون متوقعاً بين طرفين يتصارعان منذ ما يقرب من عشرة أعوام..!! ويبدو أن الجماعة الانقلابية لا تحتاج حتى إلى النظر في المعطيات وفي ما تمتلكه من أوراق أو قوة للدخول في عملية تفاوضية، يتم عادةً التخطيط لها وإقرارها بل وفرضها في الغالب فرضاً، من قبل طرف ثالث، وبعيداً عن احتياجاتها ومطالبها وعن احتياجات ومطالب خصومها..!!

فالمتابع لتطورات الأحداث في اليمن، لا يمكن أن يفوته أبداً التوقيت الذي تتم فيه مقترحات (هي أوامر في حقيقتها) بوجود هدنات وفرص تفاوض وتدخلات خارجية معلنة وغير معلنة.. لم يعد يفوت أحداً أن تلك المقترحات والتدخلات لا تتم إلا في التوقيت الذي تصبح فيه المليشيا الانقلابية قليلة حيلة وضعيفة موقف، وتحدث تلك التدخلات وكأنها عمليات إنقاذ طارئة، للمحافظة على ثبات الجماعة الإرهابية واستمرار انقلابها.. والأكثر تعبيرا ودقة للمحافظة على توازن القوى، وبما يضمن استمرار الأزمة وتطاولها، على حساب الشعب اليمني الذي يكابد أشد المعاناة نتيجة لامتدادها..!!

مجدداً وكالعادة تسفر، ما يزعم بأنها كانت مفاوضات أو اتفاقات، عن انتصارات ومكاسب غير مبررة للعصابة الانقلابية..!! ومجدداً يُمنّى خصمها المباشر والمتمثل في الشرعية، وخصمها الأول المتمثل في الشعب اليمني، بمزيد من الخسارات والانتكاسات..!! ولو لم يكن في تلك الخسارات إلا الاستمرار في الانقلاب وكسب أدواته وأوراقه، لكان كافياً لتحقيق خيبات الأمل الموجعة والمؤسفة لأبناء الشعب اليمني، الذين نهبت أحلامهم وقتلت آمالهم، عدا حلم وحيد وأمل لا ثاني له، وهو إيقاف رحى هذه الأزمة الخانقة، والذي لن يتحقق ما لم يتم التخلص من الانقلاب واستعادة الدولة والنظام..

للأسف الشديد صار علينا اليوم ألا نخشى العصابة الإجرامية المنقلبة، أكثر من خشيتنا من الأطراف الدولية التي تدير ملف اليمن، فقد تبين ويتضح من يوم لآخر أن هذه الأطراف، التي تدعي حياديتها وحرصها على مصالح اليمن واليمنيين، هي من يقف وراء جماعة الحوثيين، ويعزز مواقفها ويقوي حضورها، على حساب اليمنيين وعلى حساب قيم العدالة والإنسانية والحفاظ شكل الدولة اليمنية..!! نعم ندرك اليوم جيداً وينزاح أمامنا ضباب الإبهام والغموض.. ويتأكد لنا تماما أننا لسنا نواجه جماعة إرهابية انقلابية وحسب، وإنما نواجه مؤامرة دوليةً كبيرة ينفذها في حقنا نظام دولي كبير يختبئ وراء هذه المليشيا ويدعمها للبقاء والاستمرار في تدمير اليمن..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية