محلي

معهد "لوي" يسلّط الضوء على يد إيران الخفية في هجمات البحر الأحمر

اليمن اليوم - خاص:

|
11:43 2024/09/08
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

سلّط تقرير حديث أصدره معهد "لوي" وهو مؤسّسة بحثية استرالية مستقلّة معنية بالسياسات الدولية، الضوء على كيفية عمل الحوثيون والإيرانيون معاً في شنّ الهجمات العسكرية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، ويد إيران الخفية في تلك الهجمات.

وأظهر التقرير أن العنصر الأساسي في قدرة الحوثيين على الحفاظ على صورة استخباراتية بحرية محدّثة كان يتمثّل في المعلومات التي قدّمتها إيران.

وقال إنه قبل العملية الحوثية المضادة للسفن، اتهمت السلطات السعودية السفينة الإيرانية "إم في سافيز" بأنها سفينة تجارية لجمع المعلومات الاستخباراتية وإعادة إمداد الحوثيين على الشاطئ بقوارب عمل صغيرة. وتعرّضت سافيز لأضرار بسبب هجوم بلغم لاصق غير منسوب في 6 أبريل 2021، ولكن تم استبدالها بسفينة مماثلة، "إم في بهشاد"، في يوليو 2021. ولم يكن لدى أي من السفينتين طرق تجارية واضحة في المنطقة، وقد تم تحديد كلتيهما سابقاً وهما ترسيان في موانئ عسكرية إيرانية.

وتشنّ الميليشيا الحوثية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات عسكرية على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بهدف تعطيل التجارة وحركة الشحن الدولي في الممر المائي الاستراتيجي، وذلك على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة، ما ألحق أضراراً اقتصادية كبيرة بدول المنطقة، علاوة على تعطيل العملية السياسية وعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن والتوصّل لتسوية سياسية شاملة.

وردّاً على هجمات الحوثيين التي تستخدم فيها الصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات والزوارق المسيّرة ضد السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي تشنّ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ 12 يناير الماضي ضربات جوية مركّزة تستهدف مواقع عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين بينها منصّات إطلاق الصواريخ.

وأوضح التقرير الدولي أن الحوثيين أعلنوا أن السفن البريطانية والأمريكية والإسرائيلية، وتلك التي تزور الموانئ الإسرائيلية، سوف يتم استهدافها. وفي الممارسة العملية، تعرّضت العديد من السفن "البريئة" للهجوم، بما في ذلك السفن الصينية وناقلات "الأسطول الأسود" التي تحمل النفط الروسي. ولكن في حين قد لا يتمكّن الحوثيون من تحديد هوية السفن بشكل صحيح، إلا أنهم قادرون على اكتشاف وتحديد موقع السفن أثناء تحرّكها على طول الممرات الملاحية الدولية، ولم يشعروا بالقلق الشديد بشأن التعريفات الخاطئة.

وفي شهر مارس الماضي، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن "السفينة بهشاد، التي تبدو من الخارج وكأنها سفينة شحن عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير بعد سنوات قضتها في البحر الأحمر، في الوقت الذي تصاعدت فيه الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن".

وبحلول أبريل، انتقلت بهشاد التي تعرّضت لهجوم إلكتروني كبير إلى مرسى قبالة ميناء بندر عباس، بالقرب من المدينة الجنوبية في إيران، حيث لا تزال.

ومع ذلك، ووفقاً لتقرير معهد "لوي" فقد استمرت هجمات الحوثيين دون هوادة. وهذا يشير إلى أن تقنيات جمع المعلومات الاستخباراتية المشتبه بها التي استخدمتها بهشاد يتم تنفيذها الآن بواسطة سفن أخرى، ربما أصغر حجماً، تعتمد على عدم الكشف عن هويتها لتجنّب الحظر.

وبدا أن الدور الاستخباراتي للسفينة بهشاد تأكد عندما حذّر الممثّل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة من أي شكل من أشكال الهجوم على السفينة، في حين وصف مقطع فيديو وزّعه الجيش الإيراني السفينة بأنها "ترسانة عائمة".

وتستخدم إيران على نطاق واسع القوارب الصغيرة الأقرب إلى موانئها، وغالباً ما ترسل الزوارق السريعة في رحلات بحرية طويلة المدى متنكّرة في زي الصيّادين أو المهرّبين إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة.

ورأى التقرير أن الوجود المتعدّد الجنسيات في البحر الأحمر فشل في قمع الهجمات الحوثية من اليمن على السفن التجارية.

وتظهر البيانات الانخفاض الهائل في عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس، من حوالي 73 سفينة تجارية كل يوم في منتصف ديسمبر من العام الماضي إلى متوسّط يومي يبلغ حوالي 33 سفينة في الوقت الحاضر، كما انخفضت إيرادات قناة السويس بشكل حاد مع تفضيل الطرق الأطول حول رأس الرجاء الصالح.

وأدّت جهود التحالف- واحدة بقيادة الولايات المتحدة، وأخرى بقيادة عملية الاتحاد الأوروبي المنفصلة- إلى تقليص وتيرة هجمات الحوثيين في بعض الأحيان. وكان لتدمير مخزونات الصواريخ ومواقع الإطلاق، مع البنية التحتية المرتبطة بها، تأثير مؤقّت، لكن هجمات الحوثيين استمرت على الرغم من ذلك.

كما أثار الهجوم الأخير مخاوف من احتمال حدوث تسرّب نفطي كبير من سفينة "سونيون" التي تحمل العلم اليوناني وباتت معطّلة ومتضرّرة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية