ترمي إيران من هجومها على دولة الاحتلال الإسرائيلي لهدفين:
الأول: استعادة ثقة حلفاء اهتزت ثقتهم في قدرتها على الرد.
الثاني وهو الأهم: منع توسع الحرب نحو حدودها بالاستعراض.
المشكلة أنه يصعب تحقيق الهدفين معاً، لأن تحقق أحدهما يمنع تحقق الآخر.
إرضاء الحلفاء يعني حرباً حقيقية والاستعراض لن
يرضي الحلفاء.
تغضب أبواق إيران الدعائية عندما نقول إن إيران تقوم بأعمال استعراضية بهجمات صواريخها على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
نحن نقول ذلك، لكي تقدم إيران دعماً حقيقياً، غير استعراضي، لغزة المناضلة.
وهم يغضبون، لأنهم لا يريدون لإيران التورط في الحرب، لأن إيران أهم عندهم، وأحب إليهم من غزة.
ليس أمام غزة من خيار إلا أن تشكر حتى الذين يكتفون بالدعاء لها، وهو أضعف الإيمان.
لكن واجبنا أن نقول ما تمنع ضوابط السياسة غزة عن قوله.
وهو شعورها بخذلان إيران التي وجه لها تحديداً طلب الدخول في المعركة، ولكنها تمتعت بسلوك انتهازي رخيص، يهدف إلى الربح بأقل الثمن.
وعلى الرغم من أن الوقت لم يعد وقت المناورة، بعد قتل جيش الإجرام الإسرائيلي أكثر من أربعين ألف في غزة، إلا أن إيران لا تزال تعتقد أنه بإمكانها المضي قدماً في المناورات والاستعراضات التي لم تعد تنطلي على أحد.
نتائج هجوم 2 مسلحين فلسطينيين في تل أبيب كانت 6 قتلى و16 جريحاً إسرائيلياً، جراح سبعة منهم بين الحرجة والخطيرة.
ترى ما هي نتائج هجوم 200 صاروخ إيراني؟
إذا انجلى الغبار عن أن الهجوم "غير فعّال" كما صرح البيت الأبيض، فستكون مقارنة نتائج هجومها بنتائج عملية تل أبيب مخزية لإيران.
ليلة كئيبة على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بقتل وجرح 22 من مواطنيها، كرد فعل على أعمالها الإرهابية في بلداننا العربية.
لكن الفاتورة الثقيلة التي دفعها الاحتلال الليلة لم تنتج عن 200 صاروخ استعراضي إيراني، بل نتجت عن عمل قام به فلسطينيان اثنان فقط.
هل رأيتم الفرق؟
هل اتضحت الرؤية؟