من كل ما حدث ويحدث في غزة من أسباب ونتائج، يبدو أن الاستخبارات (الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية) قد نجحت في دفع أفراد من حماس لارتكاب أحداث 7 أكتوبر، والانسحاب السريع، دون مظاهر لعملية مخطط لها من قبل المقاومة.
أحداث جنى الجميع منها مكاسب كبيرة جداً، ما عدا الفلسطينيين والمقاومة بشكل عام في فلسطين ولبنان، الذين دفعوا وما يزالون يدفعون فاتورة كلفتها الباهظة...! وهاهم الحوثيون على سبيل المثال يتكسبون من تلك الأحداث، وينظمون وقفات جماهيرية أسبوعية، يحشدون فيها أتباعهم إلى جانب من يرغمونهم ويبتزونهم لحضور تلك الفعاليات الجماهيرية التي يحاولون من خلالها استعادة شعبيتهم المتهاوية في الشارع اليمني.
وبالنظر للأحداث الماضية خلال العامين الماضيين، والمتغيرات التي أدت إلى الوضع الراهن، تفضح المؤشرات اتصالات وتواصلات مباشرة وغير مباشرة، بين الأمريكيين والإسرائيليين كمخطط وآمر من جهة، والإيرانيين وأتباعهم في لبنان وسوريا والعراق واليمن كأتباع منفذين من جهة أخرى، وهو ما يبرر ظهور المواقف الانفعالية المؤيدة للسابع من أكتوبر ومحاولة التشبيب المبالغ به، على الرغم من أن ميزان الخسارة والمكسب منطقياً، لم يكد يرجح للمكسب كفة في صف الفلسطينيين، طوال عام مضى، وفي المقابل وحدها إسرائيل من تجني المكاسب من وراء هذا الحدث وشغل الشارع العربي والإسلامي بأصدائه..
وتنجح الآلة الإعلامية الضخمة للاحتلال الصهيوني ومن ورائه أمريكا، في استخدام وتشغيل كل الوسائل الإعلامية لتي تتبع محور إيران في المنطقة، وتسخيرها لدعم ومدح ومساندة ذلك الحدث الذي أودى بغزة وأهلها وبكثير من قادة المقاومة المزعومة، وفي مقدمة كل أولئك حسن نصر الله الذي تم اصطياده وغيره العشرات بل المئات من القادة، تحت سماء من غبار أحداث غزة، ليمضي اغتيالهم كحدث عادي في ضجيج وشعواء تلك الأحداث..!!
والمثير للاستغراب أن هناك من يعترف متباكياً وآسفاً مع عموم الجماهير العربية بفداحة خسائر الفلسطينيين والمقاومة.. ومع ذلك لا يزال يصر بمكابرة على أن اختلاق ذلك اليوم وما حدث فيه وبعده عمل استراتيجي عظيم..!!
وبعد مرور عام هاهي الخسارات التي حاولوا إظهارها كمنجزات عظيمة لذلك اليوم الأسود لا تزال تتوالى....!! ليتبين بوضوح أن حركة 7 اكتوبر كانت بالفعل مدروسة وكان مخططاً لها بدقة متناهية.. ولكن من قبل الصهاينة وليس من قبل الفلسطينيين والمقاومة، الذين استجابوا لإشعالها أو بالأصح الذين تم استدراجهم لإشعالها، وكان المحور الإيراني بما فيه جماعة الحوثيين من أهم عوامل وأسباب نجاح هذه المؤامرة الدنيئة..!!