من أكبر وأخطر الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثيين الانقلابية، العبث بتصرف مطلق في العملية التعليمية والتربوية، واستغلال المنشآت التعليمية والتربوية التي هي في ملك الشعب أجمع، لتكون تلك المنشآت من أهم المصانع، التي تنشئ جيلاً معبأ، منذ نعومة الأظافر وبراءة التفكير، تعبئةً عنصرية تخدم تفكير ومشروع العصابة الإرهابية المنقلبة، وتتحول فيما بعد لمشاريع جهادية واستشهادية، تدين بالولاء والافتداء ومطلق الطاعة للعصابة الانقلابية..
يجري كل ذلك ومن تحته وفي تفاصيله تتأسن مياهٌ نجسة وسامة، وفي المقابل تضع الشرعية، ومن ورائها التحالف العربي ومن فوق الجميع المجتمع الدولي، الطين والعجين في آذانهم، ولا يكاد أي منهم يظهر اهتماماً أو يلقي بالً تجاه ما يمارسه الانقلابيون من هدم معرفي وفكري في أساسات جيل من الناشئة، الذين من المفترض أن يبنى عليهم مستقبل هذا البلد المنكوب في حاضره، والذي تشير المعطيات والعلامات إلى أن نكباته، في هذا الحال والتعاطي المهمل، ستعبر معه إلى مستقبل غير قريب..!!
ففي حين يعبث الحوثيون بمناهج التعليم، وبفكر الناشئة، ويساهمون في محاولات شطر البلاد وتجزئة وتنافر أطيافها، يضع طرف الشرعية والتحالف غشاوة على بصره، ويغض اهتمامه عن قضية حيوية ومصيرية، ستكون لها عواقب أقل ما يقال في وصفها أنها كارثية..!! عواقب خطيرة، وليس من أقل أخطارها أنها تباعد بين اليمنيين وبين الثقة في الشرعية والتحالف، وبينهم وبين الاحتمالية القائمة افتراضاً، بالتخلص من المليشيا الانقلابية، التي توطد حضورها الباغي في المجتمع وتغرس عميقاً جذورها في فكر وولاء الناشئة الأبرياء، والذين لن يكونوا أبرياء في المستقبل القريب..!!
يحدث هذا وتبدو الشرعية والتحالف وكأنهما غير مدركين أن في ذلك التغاضي والإهمال من قبلهما، تجاه هذه القضية الحيوية، ما يحسب اليوم وسيحسب مسقبلاً تواطؤاً خطراً مع الانقلاب، ومساعدة له ليس ليتجذر في الحاضر وحسب، وإنما ليمد مقامه إلى مستقبل مفتوح، بفعل استناده إلى جيل من الناشئة، الذين أنتجتهم آلته العدوانية المدمرة، ليكونوا مجتمعه الكبير غداً، وجيشه الذي يضمن استمرارية مشروعه، ويحفظ بقاءه في مساحة كبيرة من الحماية الفكرية والقتالية أيضاً..!!
لا بد من أن تدرك الشرعية والتحالف أنهما يقفان أمام تهمة خطيرة، لن ينجيا منها ما داما بمثل هذا الموقف السلبي تجاه حاضر ومستقبل اليمن..!! وأن لهما يداً ضالعة في جريمة تدمير التعليم، والتي هي في الأساس تدمير متعمد لجيل حاضر وربما لأجيال مستقبلية، قد لا تكون كما يريدها اليمن، ويتمناها أو يأمل فيها اليمنيون..!!