محلي

الحوثية.. مشروع استغلالي خاص لاعلاقة له بالوطنية والانتماء..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 18 ساعة و 40 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كثيراً ما أكدنا ومثلنا كثير من المطلعين على أن جماعة الحوثي الانقلابية، لا تمتلك مشروعاً وطنياً أو شعبياً عاماً يتضمن أو يراعي الإرادة العامة والمشاعر الجمعية لليمنيين، ولا يمكن أن يكون لديها مشروع من هذا النوع، لأن المشاريع التي تراعي الإرادة العامة لا بد لها من أن تضع مشاريعها الخاصة على الرف، أو في أحسن الأحوال أن تكون تلك المصالح والمشاريع الخاصة في الدرجة الثانية من الاهتمام، وهذا ما لا يمكن أن يكون في خطط وإرادة هذه الجماعة الباغية.. لأنها تتعامل مع انقلابها على أنه فرصة قد لا تتكرر ولا تدوم، وبالتالي فإن عليها أن تحقق خلاله مشروعها الخاص وتغلب إرادتها ومكاسبها الجزئية، قبل أن ينتهي طفورها المؤقت، ويتراجع ارتقاؤها الزمني على تخت السلطة اللذيذ والمغري..

وبما أن ظروف الأزمة والحرب، التي كانت العصابة لا تتوقف عن المزايدة بها، منذ بداية الأزمة، قد تحولت تحولاً تهديئياً، لم يكن منتظراً من الانقلابيين، فقد وجدت العصابة نفسها مضطرة لاجتلاب الأوهام واختلاق الأحداث والشعارات لاستخدامها كعناصر إلهاء وإغواء للمواطنين، فلم يعد مشروع الحوثيين اليوم، ولا في شعاراتهم مواجهة ما يسمونه عدواناً على اليمن واليمنيين، ولا سيادة اليمن والدفاع عن اليمنيين وحقوقهم في الحياة والاستقلال كما كانوا يدعون، لأن ذلك لم يعد في خارطة الواقع المعاش اليوم، مما اضطرهم لاختلاق قضايا قومية وعالمية وأحياناً خيالية ووهمية، لا علاقة مباشرة لليمنيين بها، في سبيل شغل المواطنين عن حقوقهم في العيش والأمن والغذاء، التي تنهب ليل نهار على أيادي قيادات وأفراد هذه العصابة المنقلبة الفاسدة..

ولن تتوقف العصابة الإجرامية الفاسدة عن عمليات الإلهاء والخداع التي تستخدمها لتنويم اليمنيين وشغلهم بما يتجاوز  آمالهم وحاجاتهم الأكثر من ملحة والأبلغ من ضرورية، وصولاً إلى الحاجات التي تؤمن لهم الحياة والبقاء.. ففيما يتضور الشعب جوعاً ويعاني مرارات التشرد والفوضى المطلقة واللا أمن، تزايد العصابة بقضايا قومية هي أبعد من أن تكون مؤثراً فيها، وإن كان لها من أثر فلن يكون إلا سلبياً وباعثاً على الخسارات.. ويكاد يتأكد مما هو موجود أنه لو تحررت القدس من الاحتلال الصهيوني، وهي إحدى القضايا التي صارت جداراً معوجاً تستند إليه العصابة الإرهابية المنقلبة، فسيجدون، إن لم يكونوا قد وجدوا وحضروا، قضايا إلهائية أخرى تغض بصر واهتمام اليمنيين عن حقوقهم الأساسية، ولا يستبعد أن نجدهم في الغد وقد جروا الشعب الجائع والمنهك وراءهم، في قضية تتعلق بتحرير الولايات المتحدة الأمريكية من سلطة البيت الأبيض والبنتاجون..!!

إنهم كاذبون وأكذب ما يكون البشر، إن افترضنا كونهم بشراً، ولا مشروع جمعي أو وطني يمكن أن تتضمنه أجنداتهم ورؤاهم، وكل ما يعنيهم ويهمهم الآن وقبل وبعد الآن هو الإمساك بزمام السلطة والقوة والمال، بما يخدم استمرار وتقوية مشروعهم العنصري والفئوي الخاص، ويقوي مكانة وسلطان قياداتهم، التي يلحقون بها قداسة خرافية مختلقة، لا هدف لها ومنها إلا إحراز السلطة والمال.. وليس التاريخ بفقير ولا عاجز في تقديم النماذج المماثلة التي احتضنها الزمن على امتداده.. إنهم مجرد عالة عاجزة ومتعودة على العيش والثراء على حساب الآخرين، بمسميات وصفات تقديسية لا يتقبلها الخلق ولا الخالق.. وسيظلون كذلك كلما أتيحت لهم فرصة امتلاك القوة والغلبة واستغلال واستعباد البشر من أجل أنفسهم فقط، ولن يفكروا في مشروع وطني أو قضية جمعية، إلا زيفاً وادعاء إن لزم الأمر وكان من وراء ذلك إثراؤهم واحتكامهم على السلطة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية