مثل الثلاثون من نوفمبر عام 1967 يوماً مفصلياً في تاريخ اليمن ونقطة مضيئة بزغت بشمس الحرية والاستقلال من نير الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر جنوب الوطن 128 عاماً.
يوم طوى المستعمر لفافة علمه من ساريته المنكسرة وأجلى فيه آخر جنوده لتأفل شمس أمبراطوريته التي لا تغيب عنها الشمس.
وشكل يوم الجلاء مسار اليمن الحديث، ليصبح عيداً وطنياً وذكرى سنوية يحييها اليمنيون ابتهاجاً بنيل حرية جزء من أرضهم عزيز على قلوبهم واستعادة كرامته واستقلاله.
وشكل الثلاثون من نوفمبر انبلاج فجر جديد وبداية لمرحلة جديدة من الحرية والاستقلال وبناء الوطن، ومنعطفاً مهماً في مسار الحركة الوطنية وانتصار الثورة المباركة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، الذي تجسدت فيه إرادة الشعب وواحدية مصيره.
وكانت ثورة الـ 14 أكتوبر عام 1963 بداية شرارة النصر التي انطلقت من جبال ردفان بقيادة المناضل راجح لبوزة لتتوج 4 سنوات من الكفاح والنضال في الثلاثين من نوفمبر 1967 بإعلان استقلال جنوب اليمن لتعم بذلك الفرحة كل القرى والمدن شمالاً وجنوباً.
خاض المناضلون اليمنيون مواجهات عنيفة مع القوات البريطانية في مختلف جبهات القتال، مما زلزل مواقعها وأدى إلى تصاعد المقاومة الشعبية وصولاً إلى الـ 30 من نوفمبر الذي يمثل رمزاً للسيادة الوطنية والتحرر من الاستعمار.
ومنذ ذلك اليوم وبعد استمرار النضال والعمل الجاد، تم دمج جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب البلاد مع الجمهورية العربية اليمنية في الـ 22 من مايو عام 1990 ليعاد تشكيل دولة اليمن الواحدة وقيام الجمهورية اليمنية.
اليمنيون يؤكدون أن هذا اليوم سيظل مصدر إلهام وتذكير لهم بمسيرة النضال والكفاح التى خاضها الآباء والأجداد من أجل التحرر وبناء وطن قوي ومستقل يسوده الأمن والأمان والسلام والتنمية التي ينعم بها جميع أبنائه.