كشفت منظّمة الصحة العالمية عن تسجيل 1051287 حالة مشتبه بها من الملاريا و13739 حالة مشتبه بها من حمّى الضنك في اليمن منذ بداية عام 2024.
وصنّفت في تقرير أصدرته أخيراً اليمن من بين 6 دول في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسّط ذات مناطق ذات معدّلات انتقال عالية للملاريا وتمثّل غالبية حالات الملاريا في شبه الجزيرة العربية.
ويقدّر تقرير الملاريا العالمي أن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن معرّضون لخطر الإصابة بالملاريا. كما تشكّل حمّى الضنك، التي تتداخل مع الملاريا في المناطق الموبوءة، مشكلة صحية عامة رئيسية.
وأثّر الصراع الدائر في اليمن بشدّة على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، ما أدّى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والتحديات الصحية.
وأصبح نظام الرعاية الصحية في اليمن، الذي يعاني من أحد أعلى معدّلات انتشار الأمراض على مستوى العالم، منهكاً، كما أن الفقر وظروف المعيشة القاسية تزيد من تعريض صحة ورفاهية ملايين الأشخاص للخطر.
وأوضحت المنظّمة الأممية أن سوء الصرف الصحي أدّى إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه في اليمن. فقد أدّت المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات إلى خلق مواقع تكاثر للبعوض، ما زاد من خطر تفشّي مرض الملاريا وحمّى الضنك، في حين أدّى انخفاض القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة إلى دفع الناس إلى تخزين الإمدادات المتاحة في حاويات داخل منازلهم، ما أدّى إلى خلق مواقع إضافية لتكاثر النواقل.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة في أوائل أغسطس في حدوث فيضانات عارمة في العديد من مناطق اليمن، ما ألحق أضراراً بالغة بالبنية التحتية وأغرق الشوارع والمنازل.
وأشار التقرير إلى أن العوامل المناخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية تجعل المناطق الساحلية الغربية عرضة بشكل خاص لخطر الإصابة بالملاريا، إذ ساهمت التقلّبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الأمطار، في انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، ما يعرّض المجتمعات الضعيفة للخطر.
وبدعم من مكتب الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابع للمفوّضية الأوروبية، تعاونت منظّمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة العامة والسكّان اليمنية والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لإجراء حملة رشّ اليرقات خلال سبتمبر الماضي.
وشارك في الحملة 40 فريقاً بالتعاون مع السلطات المحلية وأفراد المجتمع، استفاد منها أكثر من 4 ملايين شخص في محافظات المحويت وعمران وحجّة والحديدة وصنعاء.
وتم تحديد المناطق التي تحتوي على بؤر لتكاثر البعوض، بما في ذلك المستنقعات والبرك وضفاف الأودية والخزّانات المفتوحة والحفر، كأولوية للتدخّل.
وقال ممثّل منظّمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها إلى اليمن الدكتور أرتورو بيسيجان: "إن العمل التشاركي، الذي يشمل المجتمعات المحلية والقطاعات المختلفة، أمر بالغ الأهمية في السيطرة على تفشّي المرض.. وقد جسّدت هذه الحملة التعاون الناجح، حيث لعبت السلطات المحلية والمبادرات المجتمعية دوراً رئيسياً في التخطيط والتنفيذ، وتغطية منطقة جغرافية واسعة".
وشدّد على أن التعاون المستمر مع السلطات المحلية وأعضاء المجتمع أمر ضروري لتعزيز دورهم في السيطرة على مصادر التكاثر ومنع ظهور مصادر جديدة وحماية المجتمعات وعدم ترك أي أحد خلف الركب.