تصريحات المرشد الإيراني الأخيرة بأنه ليس لدى إيران قوات بالوكالة بقدر ما مثلت محاولة للتبرؤ من تبعات دعم أذرعها في المنطقة والتي تهاوت الواحدة تلو الأخرى وخصوصا في لبنان وسوريا ، بقدر ما تتناقض الانتفاشة الإيرانية طيلة السنوات الماضية من قبل مسؤولين إيرانيين لطالما صرحوا بأن أربع عواصم عربية باتت تحت السيطرة الإيرانية وتأتمر بأوامر المرشد.
التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني جاءت خشية من توجيه إسرائيل ضربات مزدوجة للحوثيين وإيران ضمن مساع يقوم بها رئيس حكومة الاحتلال لإقناع الإدارة الأمريكية بوضع خطة عسكرية واسعة لتنفيذ ذلك.
المتابع للشأن الإيراني يرى أن إيران بمثابة التاجر الذي يبحث عن مصلحته دائما وأنه كما أشترت أذرعها فأنها ستبيعها من أجل مصلحتها كما حدث مع أذرعها في سوريا ولبنان وربما مستقبلا مع الذراع الإيرانية في اليمن من أجل تسوية الملف النووي ورفع العقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد الإيراني.
أذرع إيران في المنطقة لطالما مثلت أدوات وظيفية استخدمتها إيران تحت مسمى محور المقاومة ودعاية تحرير فلسطين لكن معركة طوفان الأقصى أثبتت أنها دعايات كاذبة استخدمتها حكومة الاحتلال في الترويج بأنها تخوض حربا وجودية ضد عدد من الجبهات المتمثلة بمحور الشر الإيراني وهو ما ساهم في حرف بوصلة الاهتمام الإعلامي الغربي عن جرائم الاحتلال وحرب الإبادة بحق أهالي قطاع غزة وعن عدالة القضية الفلسطينية إلى حروب بالوكالة بين إسرائيل وإيران .
وعن ارتباط التصريحات الأخيرة لخامنئي والتطورات الأخيرة في المنطقة بالذراع الإيرانية في اليمن ربما ستزيد حالة الانقسام في أوساط ميليشيا الحوثي بين فصيل ما يزال يواصل مسلسل العنتريات في البحر واستهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ كارتونية ضمن الرسائل المتبادلة بين إيران وإسرائيل وجناح آخر يرى بضرورة الاتعاظ من سقوط أذرع إيران في سوريا ولبنان وإحداث تغييرات فعلية في هيكلها القيادي، والاستجابة لدعوات وجهود السلام، والتصالح مع مختلف الأطراف داخلياً وخارجياً، والأيام المقبلة ستكشف إلى أي جناح ستميل كفة الميليشيا الحوثية.