الحوثيون ينتهجون العبودية

أن يجبر الموظفون العموميون في مناطق سيطرة الحوثي على العمل بدون راتب لنحو 8 أعوام فذاك لعمري لاستعباد واستغلال وامتهان وظلم جائر!

فحتى "العبد" المؤجر لدى "سيده" يعمل بمقابل طعامه وشرابه وكساه ومسكنه ومأواه، غير أن مئات الألوف من الموظفين العموميين، في مناطق سيطرة الحوثيين، والذين يقدر عددهم ب مليون وستمائة ألف موظف، بمعية أسرهم التي يعيلونها والتي يبلغ تعدادهم الإجمالي نحو خمسة ملايين، أصبحوا مكرهين على العمل بدون رواتب منذ نحو ثمانية أعوام، لعدد من الأسباب: منها الخشية في فقدان وظائفهم إلى الأبد واستبدالهم بآخرين، وهو ما حصل فعلا لعدد من المنقطعين، بالإضافة إلى تعلقهم برجاء عودة صرف رواتبهم بانتظام في ظل إطلاق الوعود المتكررة والكاذبة والمخاتلة، كما يمارس عدد منهم وظائفهم من باب الهرب من الفراغ وأداء خدمة مجانية طوعية مثل العاملين في قطاعي التربية والتعليم والتعليم الجامعي والعاملين في مجال الصحة وغيرهم..

وإذا كانت جماعة الحوثي تدفع نصف راتب مرتين أو ثلاث في العام، فهذا لا يعد راتبا بما أنه لا يصرف بانتظام، بل يعد استغفالا واستهانة بموظفي القطاع العام ولعب على أعصابهم، ناهيك أن العملة بطبعتها القديمة قد فقدت نحو 150٪ من قيمتها، كما أن الأسعار آخذة في الارتفاع، في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.

تتحمل جماعة الحوثي بما هي سلطة أمر واقع فرضت نفسها ك سلطة أمر واقع على مناطق واسعة، وبصفتها محصلة للإيرادات المتنوعة من ضرائب وجمارك ورسوم وزكوات ..الخ، وبموجب القوانين الدولية، عن عدم دفع الرواتب للموظفين الواقعين تحت سيطرتها طوال ثمانية أعوام، وعن الخسائر والمخاطر التي لحقت بهم وبأسرهم، بما تنطوي على يعرضهم من جرح لكرامتهم الإنسانية جراء الظروف والمظاعفات الخطيرة ..

كما يدعي قادة الحوثيين من خلال أدبياتهم بصراحة بأن لديهم حق إلهي في حكم الشعب على نحو فردي سلالي بصفتهم "سادة" أحفاد النبي محمد ومصطفين ومختارين من الله، في تمييز عنصري بغيض للاستئثار بالسلطة، دون بقية أفراد الشعب من غير هذا النسل السادوي، وهو الدافع الرئيس في الماضي والحاضر لخوضهم حروب إخضاع لليمنيين لفرض حكمهم بالعنف والإكراه والتمييز، خلافا لمقتضى دستور وقوانين الجمهورية اليمنية.