هل سيحتفلون بذكرى وطن كان لنا وأضعناه؟ ،
أم سيحتفلون برئيس واحد تحوّل إلى ثمانية؟. هل سيهللون لارتفاع الأسعار الجنوني، حيث أصبح ما كان يُشترى بخمسين يُشترى اليوم بستمئة؟،
أم سيحتفون بغلاء القوت الضروري، حيث تضاعفت الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطن على التحمل؟
يتحدثون عن الثورة التي جاءت لتصحيح الأوضاع، لكن الواقع يقول إن المواطن لم يلمس سوى مزيد من التدهور، والفقر، والمرض.. فأي احتفال هذا؟
أهو احتفال بتمزق الوطن إلى أشلاء؟ أم احتفاء بخراب المباني وقبور الذين قضوا في الحرب؟
هل هو تكريم لرفات الشهداء والوطنيين، أم تجاهل لصرخات الجوعى الذين لم يجدوا لقمة العيش؟
ما الذي قدمته هذه الثورة لشباب هذا الوطن، وهم من يُقال عنهم إنهم بناة المستقبل؟، وأي مستقبل هذا الذي ينتظرهم؟
مستقبل محفوف بالأزمات، يطاردهم الفقر والجوع، وهم بالكاد يكافحون للبقاء في وطن أصبح كالغريب عليهم، وطنٌ دُمِّر، وقُسِّم، وبيعت ثرواته، وقُتل وسُجن مواطنوه.
أي مستقبل هذا الذي لا نعرف فيه العدو من الصديق؟.
فمن الذي منحهم الحق في التصرف بمصير شعب بأكمله؟ ومن الذي أذن لهم بأن يجعلوا الوطن سوقا تُباع فيه أحلام الأجيال القادمة؟ أسئلة كثيرة، لكن الأجوبة غائبة في زمن لا يُسمع فيه سوى صوت من يملك القوة، بينما صوت المواطن يضيع في زحام الأزمات.