آراء

سردية معركة الوعي في مواجهة سرديات فبراير

مصطفى المخلافي

|
قبل 13 ساعة و 46 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يبدو أن الحديث عن ذكرى نكبة فبراير والاحتفال بها عاطفة لا تحتملها أوضاعنا الراهنة، أربعة عشر عاماً مرت علينا ومازلنا في صراع مع تباعتها الخبيثة ، سنين مريرة تنقضي وواقعنا اليوم يبدو شديد القسوة، مشهد الحرب بات طاغياً علينا، وخريطة الاقتتال بالغة التعقيد، حرب الكل ضد اليمن .

 في كل هذه السرديات تشغل ذكرى نكبة فبراير الصدارة في الحديث عن ” الأزمة ” اليمنية التي لا جذور لها ولا سياق سوى هذه الفوضى .

ولذلك يجب تجريم ” فبراير ” وكل من يلمح همزاً أو لمزاً لها، أتباع هذه الفوضى ليسوا في اليمن فقط، بل حتى خارج الحدود، متربصون بالوطن، ينتظرون كل عام هذه الذكرى للاحتفاء بسقوط صنعاء بيد ميليشيا الحوثي الإرهابية، يحتفون بإنجاب خيمهم جماعة كانت تعيش في الكهوف وأوصلتهم للسيطرة على البلد وإسقاط كل مؤسسات الدولة.

يجب إعلان بدء مسار محاسبة كل من خرج للساحات في فبراير ومن يحتفي بها لرد الاعتبار للوطن.

من قادوا فبراير كانوا أداة قتل وخراب لم ينجحوا على الدوام، بل فشلوا عموماً حتى اللحظة في إنجاز مشروع جامع لكل اليمنيين، لكنهم يتغيرون بين الحين والآخر، حملوا السلاح في وجه الدولة، واليوم إما هاربين في عدة دول، أو خانعين في منازلهم تحت عمامة الحوثي، ومنهم من انخرط مع مشروع الحوثي وربما بات عنصراً مهماً في هذه التوليفة التي أسقطت الدولة وذهبت بها إلى الضياع، فهل يمكن إنكار ذلك؟ علماً أن السرديات التي تختصر استحضار فبراير بالسلم فقط هي من طعنت خاصرة الدولة وسلمتها للميليشيا.

وبما أننا نعيش اليوم صراعا وجوديا مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، هناك مواجهة أُخرى مفتوحة مفروضة على اليمنيين المؤمنين بضرورة نبذ فبراير، إنها سردية معركة الوعي في مواجهة سرديات فبراير وما خلفهُ من خراب وشلالات دماء مازالت نازفة، وفي مواجهة أيضاً سرديات تعتمد فبراير المشوه فقط توصيفاً وحيداً لاختزال حكاياتنا كلها، إنها معركة توثيق وكتابة وتدوين لحماية ذاكرتنا من السرقة والمغالطات، للتذكير بعدالة قضيتنا اليمنية ووحدة أراضينا، من المبكر جداً إعلان الهزيمة في مواجهة الفكر الظلالي لدعاة فبراير، إن فعلنا ذلك ستكون هذه خيانة كبيرة لمن رحلوا وهم يهتفون لليمن وللدولة والقانون والجمهورية في وجه المخربين دعاة يرحل النظام.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية