محلي

دورات ثقافية حوثية لمعلمي المدارس.. ودورات عسكرية لطلاب الجامعات

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 15 ساعة و 14 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم تكتف العصابة الحوثية الإرهابية بحوثنة المناهج التعليمية وفرض فكرها الطائفي بالقوة على طلاب المدارس لغسل أدمغة الصغار وصبغ ثقافتهم بهوية طائفية وثقافة إمامية خالصة، بل حتى معلم المدرسة المعروف برسالته المقدسة كمربي أجيال وأستاذ تربوي لم يسلم من محاولات غسل الأدمغة، من خلال إجبار الكثير من المعلمين على الالتحاق بالدورات الثقافية الحوثية، فضلا عن اجبار طلاب الجامعات على دورات عسكرية في حرم الجامعة.

يبدو أن حوثنة المعلمين وإجبارهم على الالتحاق بالدورات الثقافية الحوثية لا تقتصر على العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية، بل وصلت إلى معلمي الأرياف التي أخضعت العصابة الحوثية مدارسها لدوراتها، مستغلة الظروف المعيشية البائسة للمعلمين منذ أن حرمتهم من مرتباتهم للعام العاشر توالياً.

حيث تداول ناشطون قيام الحوثيين بأخذ معلم من كل مدرسة في منطقة وصاب بمحافظة ذمار واقتيادهم إلى مكان مجهول بهدف إخضاعهم لدورة ثقافية، رغم ان العام الدراسي وامتحاناته شارفا على الانتهاء في مناطق سطوتهم.

ومن مدارس الصغار الى الجامعات الحكومية تواصل العصابة الحوثية العبث بالتعليم الجامعي وإجبار العديد من الأكاديميين بجامعة صنعاء على المشاركة في دورات ثقافية تتضمن تدريبات عسكرية، مرورا بطلابها الذين تلزمهم بحضور فعالياتها الطائفية وتدريباتها العسكرية أو ما يسمى بالوقفات الأسبوعية مقابل الدرجات.

في محاولة بائسة لتعويض النقص الحاد في صفوف مقاتليها لجأت العصابة الحوثية إلى استهداف طلاب الجامعات، مستغلة المؤسسات التعليمية لفرض أجندتها وإجبار الشباب على الانضمام إلى صفوفها.. فضلا عن تحويل الجامعات من ساحات تعليمية إلى ساحات للتدريب العسكري، ما يثير قلقًا واسعًا حول مستقبل الطلاب الذين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما الالتحاق بالتجنيد القسري أو القمع والحرمان من التعليم، حيث تدفع المليشيا بطلاب جامعة صنعاء لحضور ما يسمى الوقفات الأسبوعية وهي محاضرات طائفية مقابل إضافة عشر درجات في كل مادة، بجانب عشر درجات أخرى لمن يحضر الدورات العسكرية داخل الحرم الجامعي، فيما الطلاب الحوثيون يحصلون عند حضور الاختبارات على الدرجة الكاملة بقرار من رئاسة الجامعة تحت مسمى تسهيلات المجاهدين.

ولم يقتصر التجنيد الإجباري على جامعة صنعاء، بل امتد إلى كل الجامعات الحكومية والخاصة، حيث شكلت العصابة الحوثية لجان متابعة وتجنيد تفرض الانضمام للدورات العسكرية بالقوة، وعند رفض حضورها يتم إغلاق الكلية وحرمان الطلاب من درجاتهم، كما حدث في كلية الإعلام مؤخرًا، حيث قام عميدها بإغلاق الحرم الجامعي ومنع الطلاب من الخروج حتى انتهاء الدورة، مهددًا بحجب درجاتهم وحرمانهم من حضور المحاضرات.

وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا التي احتلتها المليشيا قام رئيسها المعين من الحوثيين بتنفيذ دورات عسكرية داخل الحرم الجامعي، حيث تُقام في القاعات الدراسية لمدة عشرة أيام، وأخرى في مواقع عسكرية.. والأمر ذاته تكرر في جامعة الحديدة.

بحسب مصادر تأتي عسكرة الجامعات بتحريض من مشاط المليشيا، الذي وجّه في اجتماع مغلق باستهداف طلاب الجامعات ولو بالقوة، مؤكدًا ضرورة حضورهم المحاضرات الطائفية والدورات العسكرية.. يأتي ذلك بعد أن فشلت المليشيا في حشد الطلاب إلى المعسكرات لتعويض النقص الحاد في المقاتلين، خاصة بعد رفض القبائل إرسال أبنائها للجبهات، ما دفعها لتنظيم حملات مكثفة داخل الجامعات لإجبار الطلاب على الالتحاق بدورات عسكرية تحت مسميات وهمية، كدورة طوفان الأقصى ليتم تدريبهم على أسلحة وتكتيكات قتالية.. غير أنها أثارت استياءً واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور، وشهدت جامعة صنعاء احتجاجات طلابية ضد محاولات التجنيد الإجباري، ما يعكس وعيا شعبيا متناميا بمخاطر هذه السياسات على مستقبل الشباب والمجتمع اليمني.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية