آراء

الفرصة المواتية

وسام عبدالقوي

|
01:49 2025/04/08
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بالتزامن مع بداية الهجمات الأمريكية على الحوثيين، والتي يبدو أنها مصرة على إحداث ألم كبير في المليشيا، من حيث التسليح والقيادات والتمكن الاستراتيجي، بدأت الكثير من الملفات الحساسة والغامضة في الانفتاح والانكشاف، ليس أمام القوى السياسية المحلية والإقليمية وحسب، وإنما أمام العامة أيضاً.. وبدأت تتأكد الكثير من الحقائق التي كثيرا ما تم التنويه بها والإشارة إليها من قبل بعض المتابعين، الذي لا يأخذون الأخبار والأحوال على عواهنها، وإنما يتعاملون معها وفق المتغيرات وأسبابها وواقعيتها بنظر ثاقب، بعيداً عن السطحية والهوجائية، أو ما يمكن تسميتها بالمعنى الدارج والساخر ب(الهوشلية).

في مقدمة تلك الملفات تأكيد الدعم الإيراني للمليشيا الانقلابية الحوثية، والذي تبين مؤخراً بأنه ليس دعماً وحسب، وإنما ما يشبه الإدارة الكلية لهذه المليشيا، والذي يكشف عن ماهية هذه المليشيا بكونها مجرد واحدة من الأيادي الشريرة التي تستخدمها إيران في تدمير سكون وهجعة المنطقة، وإثارة الفتن الطائفية والنزعات الغبارية التخريبية، التي تفتعلها إيران قاصدة ومتعمدة، لتصفية حسابات غابرة وأخرى عصرية مع شعوب وأنظمة المنطقة العربية دون استثناء.. أياد وعقول عدائية لا تقل دنساً وغلاً وشراً مما تكنه وتحيكه الصهيونية، التي تعد عدو العرب الأول والأكثر بغضا وكراهية للعرب والمسلمين عموماً، وها نحن اليوم إزاء عدو آخر لا يقل عنها بغضا وكراهية لنا ولحضارتنا ولوجودنا عموماً..

اليوم إيران تعلن إيقاف دعمها لعصابة الحوثي الانقلابية ثم تتردد أنباء بعد ذلك عن عزمها (حل) هذه العصابة..!! وبعض النظر عن صحة ما ورد أو قدرة إيران على حل هذه العصابة من عدمه، فإن الاعتراف بوجود صلة قائمة بين الطرفين كاف ليكشف لنا كيمنيين وكعرب عموما إزاء ما نقف أمامه ونواجهه من خطر بشع، لا بد من إدراك أنه كلما تغاضينا عنه أو تساهلنا في التعامل معه، كلما زاد تنمراً وتوحشاً وتضاعفت احتمالات مخاطره من جهة، مثلما تتراجع من جهة أخرى إمكانيات مواجهته والتمكن منه..

حقيقة لقد أفلحت الإدارة الأمريكية اليوم وبإصرار شديد في ضغوطها على إيران، لتجعلها تعترف بشكل مباشر بعلاقتها بالحوثيين، وبإدارتها كل ما يحدث في اليمن، بما في ذلك ما تحدثه هذه العصابة المتمردة والإرهابية من فوضى كارثية في ممرات وطرق التجارة العالمية في البحر الأحمر.. فقد أعلنت إيران أخيراً إيقاف ذلك الدعم وأمرت بسحب جميع مقاتليها وموظفيها ومدربيها العسكريين من اليمن، وأيضا خبرائها الذين تبين أنهم كانوا يديرون المليشيا وعملياتها الإجرامية والإرهابية.. لقد فعلت إيران ذلك نتيجة لتلك الضغوط الأمريكية الجبارة، لتتحاشي المواجهة مع أمريكا.. أفليست هذه هي إيران نفسها التي ظلت طوال عشر سنوات تنكر دعمها للمليشيا الحوثية بل ولا تتردد في إنكار وجود أية علاقة تربطها بها..؟!

إنها مرحلة كشف الحقائق وتحجيم القوى، التي يجب أن تكون الشرعية اليمنية هي أول مستغليها والمستفيدين منها.. لقد حانت الفرصة الأنسب وآن الأوان لأن تقتنص الشرعية هذه الفرصة، لإثبات أنها لا تزال تملك نصيباً كافياً من اسمها، لتستعيد مكانتها وتؤدي ما يناط بها من دور، لا أظن أن بأمكانها أن تؤديه في وقت وظروف غير ما هو موجود ومتحقق لها الآن.. فهل تستجيب الشرعية لداعي ذلك الواجب وتصفي ساحتها وموقفها، الذي لم يعد نظيفاً في عيون وتقدير الكثير من أبناء الشعب..؟! سؤال ليس بإمكان أحد غير الشرعية نفسها الإجابة عنه.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية