يعاني آلاف النازحين في مخيم الجفينة بمحافظة مارب من أزمة مياه خانقة منذ عدة أشهر، عقب توقف المشروع الرئيسي لإمدادات المياه، ما فاقم من معاناة السكان في واحد من أكبر المخيمات على مستوى اليمن.
وقالت مصادر محلية في المخيم إن المشروع الذي كان يغذي المخيم بالمياه الصالحة للشرب توقف دون أي توضيح رسمي من الجهات المعنية، ما اضطر الأسر النازحة إلى الاعتماد بشكل كامل على صهاريج المياه التجارية، والتي ارتفعت أسعارها مؤخرًا بشكل كبير يفوق قدرة معظم السكان الذين لا يملكون مصدر دخل ثابت أو أي دعم إنساني منتظم.
ويُعد مخيم الجفينة الأكبر من حيث عدد النازحين في اليمن، إذ يؤوي عشرات الآلاف من الأسر الفارّة من مناطق الصراع، ويشهد منذ أشهر أوضاعًا إنسانية متدهورة في ظل غياب الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه.
ويحذّر عاملون في المجال الإنساني من أن استمرار أزمة المياه في المخيم يهدد بانفجار وضع صحي خطير، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من احتمالات تفشي الأمراض المرتبطة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهالات الحادة، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.
ودعا سكان المخيم والناشطون في المجال الإنساني السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإعادة تشغيل مشروع المياه المتوقف، أو إيجاد بدائل مستدامة تضمن وصول المياه بشكل آمن ومنتظم، لتخفيف معاناة النازحين ومنع حدوث كارثة صحية وشيكة.
ولم تصدر أي جهة حكومية أو إنسانية بيانًا رسميًا يوضح أسباب توقف المشروع أو خطة معالجته، في حين تتزايد التساؤلات حول مصير التمويلات السابقة للمشروع ومستقبل الخدمات الأساسية في المخيم.