ميليشيا الحوثي أخذت المناصب والمكاسب ولم تخلي للوطن حاله حيث تواصل غرس سمومها فيه تقسمه وتشرذمه وتحوله إلى نقاط تفتيش وتقطع .
كما أخذت من المواطن كل شيء يعني الحياة ومستمرة بمسيرة قذرة في جعل حالته حالة بقطع وسائل العيش عنه !.
تفرغ كل الحقوق من مضمونها و بالتدريج تتحول مبادئ مثل العدل والحرية والمساواة إلى جرائم !.
يزعم الحوثي أن البلاد قبل بسط سيطرته عليها وإدخالها بلا توقف في دوامة العنف والدم كانت بلا هوية !.
المشروع المدمر الذي تعمل الميليشيا بقوة السلاح والاكراه على فرضه يقوم باختصار على أساس أن العالم عدو اليمن واليمن وفقا لهوية الحوثي الوطنية الايمانية الجديدة يجب أن يكون في حالة عداء مع العالم وملتزم بخوض الصراعات مع القريب والبعيد .
يستمر الحال العدائي على ما هو عليه إلى أن تغير
ايران موقفها ممن تسميها دول قرن الشيطان او غيرها !.. بينما يدعي زعيم الميليشيا أنه بذلك يحقق مكانة مرموقة لليمن وينفذ مطالب وارادة الشعب !.
يريد الحوثي من الشعب وفقا للهوية الايمانية الإيمان بأن " في راسه مشروع عظيم " وأنه صاحب رسالة ومسيرة قرآنية ومحتكر الحق الإلهي في قيادة الأمة اليمنية وأمة المليار مسلم !.
تترجم الميليشيا رغبات وأوهام زعيمها عبر ملاحقة المواطن واستخدام الارهاب والتهديد والوعيد لهدايته إذ تريد منه التبرؤ من هوية الظلال السابقة وترديد شعار الصرخة في البيت والشارع والمدرسة !.
وتنتظر منه على الأقل أن يقول إذا شرب الماء " حفظ الله السيد " حامي اللصوص وقاهر المستضعفين !.
أخيرا.. إلى السبت المقبل اتفق الجانب الامريكي والايراني على الالتقاء مجددا بعد ساعتين ونصف من حديث غير مباشر - من غرفة إلى غرفة - في سلطنة عمان .
وصف وزير خارجية طهران عراقجي المباحثات ب " الايجابية والبناءة " . وزاد مبعوث ترمب ويتكوف أنها كانت " إيجابية وبناءة للغاية " .
اذا بعد أسبوع يتبين للطرفين وللمهتمين بشأن الخلاف هل سيتوصلا إلى اتفاق أم يقررا إضاعة الوقت في عقد جولات اضافية هنا وهناك .. وربما اللجوء لخيارات معلنة سلفا .
في حال استمرت انطباعات " إيجابية وبناءة " عقب اللقاء الثاني فإن الاتفاق المحتمل سيحدد إطار التعامل ليس بين طهران وواشنطن فحسب بل ونوع العلاقة مع اليمن .
بمعنى هل تقبل قيادة إيران تغيير اجندتها الخاصة المتعوب عليها والانتقال من مخطط دعم ميليشيا الحوثي بالمال والسلاح إلى انتهاج سياسة الدعممة والتخلي عنه ؟