محلي

إدارة ميليشاوية لأطباء صف سابع !

نوح إدريس:

|
قبل 2 ساعة و 43 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

المستشفيات في ظل إدارة ميليشيا الحوثي تحولت عن وظيفتها الأساسية 180 درجة وصارت تمثل للمواطن بيت الداء ومصدر الابتزاز واستنزاف الجيوب والأعصاب. 

أينما ذهبت. .لا يكف المواطن عن الشكوى من إرتفاع فاتورة الرسوم وتردي الخدمات وضعف الأداء بنتائج مضمونة وآمنة وكأنه مجرد فأر تجارب تحت أيدي مبتدئين ومعدومي التجربة والخبرة !.
بالنسبة للقطاع الخاص فإن تكلفة العلاج فيها انتقلت إلى أرقام فلكية بلا رقيب وحسيب قد تكلف أحدهم رهن بصيرة البيت وبيع ذهب النسوان!.
على كل يصدق وصف البعض لوضع المستشفيات العامة والخاصة في مناطق سيطرة الميليشيا بأن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود !.
يستيقظ المغلوب على أمرة على متاعب صحية طارئة يعافيها إبنه المراهق تضطره للبحث عن أقرب مركز علاجي. ولأنه ميسور الحال ويعلم مستوى حالته المادية والصحية .. مصاب بالفقر حتى في الدم يتجه صوب الأماكن المعروفة لديه سابقا بأنها جهات طبية حكومية مخصصة للبسطاء !.
في مستشفى الكويت التعليمي وعند وصولك لصالة استقبال الحالات الجديدة والعاجلة يفاجئك الازدحام نتيجة العشوائية التي عليها المرضى ومرافقيهم وبالذات الطاقم العامل الذي يتقافز بردائه الأبيض وكأنه في مطعم سلتة بسوق شعبي !.
تطلب سريرا أو كرسيا لانتشال المريض من الأرض فيطلب منك ١٠٠٠ ريال مقابل ورقة صغيرة تفيد بحجز لمدة ساعة وكل ساعة بألف ريال والحسابة بتحسب !.
بعد ساعة انتظار تنهال عليك قصاصات - إلى الصيدلية للشراء - يعقبها نصائح انتظر واستغل أوقات الانتظار بالاستغفار. 
يقول الممرض "  انتظر ساعة تخلص المغذية إذا تحسن المريض الحمدلله . وإذا لم يتحسن نضع هذه المغذية. وإذا لم تنفع ننتظر ساعة ونعطيه هذا العلاج بالابر . وإذا لم يتحسن نستدعي الطبيب المختص الذي غالبا يعرف المستشفى المناسب لنقل مريضك إليه !.
في اليوم التالي تقرر الذهاب إلى مستشفى الثورة العام الذي كان يعد ملاذ الجميع أغنياء وفقراء ويتميز بالقدرة الاستيعابية الكبيرة في استقبال الحالات وتوافر طاقم طبي متمرس.
هناك نادرا ما تجد سرير ذات عجلات لإدخال المريض لصالة الطوارئ إذ ينام عليها مرافقي المرضى ونادرا ما يستيقظ أحدهم في وقت مبكر ويسمح لك بأخذه !.
تتأمل في حال السرير الملطخ جوانبه ببصاق البردقان وبقع الدم المتيبس وأنت تدهف المريض بصعوبة التحكم بالعجلات وتقول بداخلك " لعن ابوها بلاد وصلت والشعب يتفرج إلى حال أنتن وأسوأ من قذارة أشهر مرفق طبي عام "! .
في الاثناء يلاحقك الموظف على البوابة " بطاقتك .. ويبشرك منتظرا اعطاءه رشوة : حظك حالي لقينا لك سرير بسرعة ". لعن ابوها بلاد !.
يتحلق مجموعة من الاشخاص تشك في أنهم أكملوا دراسة الثانوية . يخلص الأول بعد توجيه مجموعة أسئلة " شكله عنده مشاكل في المرارة " .
يخالفه الثاني " لا.. يمكن حصوات في الكلى ". 
ويقاطعه آخر " تسمم غذائي .. ايش تعشيت أمس ؟ فاصوليا . وقبل أمس؟ نفس الفاصوليا ".
يأتي إقتراح " نعطيه حقنة ميسول " ويقترح الذي بجانبه " مع مع ندي له بيكسمول مع مغذية جلوكوز". وتمط فتاة شفتيها " اووووف النت ضعيف ..من يذكر اسم محلول رفع المناعة أكيد عنده ضربة برد قوية " .
يبادر فاعل خير لديه خبر شهر ونصف مرافق لشخص مطعون " ابدأوا بقياس ضغط الدم وفحص مستوى السكر وبعدين قرروا " .
وهكذا.. حتى المرافق بإمكانه استنتاج الحل لمريضه في تخبط من حوله . 
يسأل الواقف أمامه:        
هل أنت طالب جئت للتدرب هنا ؟
لا أنا تعلمت ونجحت امتياز 
امتياز.. من صف سابع ؟
يضحك زملاءه و يصححوا : من الجامعة 
امتياز بلا تطبيق .ويسأله : طيب أين المشكلة؟ هل أنت قلق من الخطأ في التشخيص؟ ربما قلق من عدم وصف العلاج الصحيح؟
لا بس الأعراض تتشابه مع عدة حالات مرضية يصعب تحديدها تماما
يقترح المرافق ..هات مهدئ كي يتمكن من المشي والذهاب لإجراء فحوصات .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية