محلي

للتأمل وشيء من اليقين.. تتبع عابر للتآمر على اليمن (٣-٣)

وسام عبدالقوي

|
قبل 2 ساعة و 15 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا نتذكر أن الحوثيين أعلنوا رسميا عن استهدافهم أو نية استهدافهم للسفن الأمريكية وإنما السفن زعموا أنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية.. وبالتزامن مع مرحلة أو دورة جديدة من المفاوضات بين أمريكا وإيران، يعلن ترامب بداية الحرب على الحوثيين بمبرر أن إيران ذاتها التي يتفاوض معها، تستهدف عبرهم السفن الأمريكية..!! ولم يستطع إثبات ذلك علنا ولا حتى التراجع والنفي..!! ومنذ بدء عمليات القوات الجوية المزعومة ضد الحوثيين والرئيس الأمريكي يطلق تصريحات تفيد بأنه سيتوقف عن الهجمات إذا توقف الحوثيون عن مهاجمة السفن (الأمريكية) وليس الإسرائيلية..!! فأين ذهبت الاتهامات الموجهة لإيران ومتى كانت السفن الأمريكية هدفا للحوثيين..؟!

بعد ما يقرب من شهرين ومئات الغارات المزعومة ضد الحوثيين، والتي ادعى ترامب تارة أنها من أجل الضغط على إيران وتهديدها، وتارة أخرى للحد من استهداف الحوثيين للسفن الأمريكية، لم يتبين صراحة أن تلك الهجمات قد أحدثت أضرارا واضحة، سواء في قوات الحوثيين أو في قياداتهم، ولم يتبين منها في الظاهر سوى سماع أصوات انفجاراتها، أو ما بادر الطرفان بالإعلان عنه، حد أن الحوثيين عمموا في الداخل خبرا أو منعا للمواطنين بعدم ذكر أية أهداف أو خسارات، أو الحديث عنها، وعمموا شعار (مدري) الذي تحول إلى مثار للسخرية..!!

فجأة ودون سابق إنذار أو إشعار نتلقى نبأ إيقاف الهجمات على الحوثيين، عبر تصريح لترامب ثم عبر بيان عماني تلاه تحت دعاوى ومبررات مختلفة، منها (حسب ترامب) استسلام الحوثيين والتزامهم بعدم استهداف السفن (الأمريكية)، وحسب عمان التي مثلت دور الوسيط حصول اتفاق بعدم مهاجمة أي طرف للآخر، وحسب الحوثيين استسلام ترامب لإقراره بأن استهدافهم بأكثر من ٥٠٠ غارة جوية لم يحقق جدوى، وأنهم لا يزالون يهددون الملاحة البحرية ويستهدفون (إسرائيل) بالصواريخ بعيدة المدى..!!

فيما يرى محللون أن تلك الهجمات كانت مجرد سيناريو متفق عليه بين الأمريكان والحوثيين، وغطاء لتحركات عسكرية واستراتيجية أمريكية في المنطقة، استخدمت أمريكا تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية من أجل تنفيذها..  تحركات عسكرية الهدف منها السيطرة الأمريكية المطلقة ليس على الملاحة وخطوط التجارة العالمية وحسب وإنما على المنطقة العربية عموماً.. وهذا التفسير وإن كان ما يزال فيه نوع من الغموض إلا أنه أقرب للواقعية من سواه، مع ملاحظة تركيز القوات الأمريكية على جزيرة كمران، ذات الموقع الاستراتيجي شديد الأهمية.. خصوصا وأن كمران كانت ضمن الأهداف التي لم تكد تسلم يوما واحدا طوال حملة الغارات اليومية على الحوثيين..!!

ويرى البعض مشائما وخصوصا اليمنيون أن هذه الحرب المزعومة ضد الحوثيين، ليست إلا صفقة مرحلية في سباق التسلح الأمريكي البريطاني في المنطقة، وبالتالي من أجل السيطرة المطلقة على كمران، الجزيرة التي يفترض أنها تقع تحت سيطرة الحوثيين..!! وحتى أن وقوعها تحت قوة الحوثيين ذاته، يدفع إلى شكوك كبيرة بضلوع الأمريكان في إسقاطها تحت أيدي العصابة الانقلابية، ليتم تسلمها منهم بهذه الطريقة غير المباشرة.. وذلك في مقابل تغول بريطانيا في جزيرة سقطرى عبر حليفها الإماراتي، والتي تتردد أنباء عن رصد تحركات مشبوهة على أرضها، تدل في الغالب على أن بريطانيا تؤسس لنفسها هناك مواقع وقواعد حربية وعسكرية..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية