محلي

غياب قيادات الصف الأول يثير التساؤلات.. الحوثيون يشيّعون قتلى الغارات الإسرائيلية

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 7 ساعة و 25 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في مشهد لافت أثار الكثير من التساؤلات، بدأت جماعة الحوثي، يوم أمس، بتشييع عدد من القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة صنعاء، وأودت بحياة نصف وزراء حكومة المليشيا غير المعترف بها دوليًا.

المراسم الجنائزية، شهدت حضورًا من عناصر الجماعة وموظفي الدولة وطلاب الجامعات والمدارس الذين أُجبروا على المشاركة، لكنها خلت بشكل كامل من أي ظهور علني لقيادات الصف الأول، ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على حجم الخوف والارتباك الذي يعيشه قادة الحوثيين في أعقاب الضربة النوعية.

بحسب مصادر مطلعة في صنعاء، فإن الهجوم الذي استهدف مقر اجتماع حكومي للجماعة تم بدقة عالية، الأمر الذي عكس اختراقًا استخباراتيًا غير مسبوق لمنظومة الحوثيين الأمنية، التي أنفقت مليارات الدولارات على تحصينات جبلية ومخابئ سرية تحت الأرض.

ورغم ذلك، وقعت حكومة المليشيا الحوثية فريسة سهلة لضربة وصفت بأنها "فضيحة مجلجلة"، إذ سقط نصفها في لحظة واحدة.

هذا التطور يعكس – وفق مراقبين – قفزة نوعية في القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، التي تمكنت من اختراق شبكة اتصالات الحوثيين والوصول إلى مواقع قياداتهم رغم الإجراءات المشددة التي فرضتها الجماعة منذ بدء الحرب في غزة، والتي حاولت من خلالها كسب شعبية داخلية عبر رفع شعارات "نصرة فلسطين".

أوساط شعبية في صنعاء عبّرت عن غضب واسع تجاه ما وصفوه بـ"غباء الجماعة" التي تركت حكومتها مكشوفة للاستهداف، بينما وفرت أقصى درجات الحماية لقياداتها العليا ومنازلهم السرية. واعتبر كثيرون أن هذه الحادثة تكشف ازدواجية الجماعة وتفضيلها حماية مصالحها وقياداتها على حساب مسؤوليها وحتى عناصرها.

في أعقاب الغارة، فرضت الجماعة إجراءات أمنية صارمة شملت إغلاق هواتف القيادات العليا بشكل كامل، ومنع أي تواصل عبر الهواتف المحمولة أو وسائل الاتصال الحديثة، والاعتماد فقط على الخطوط الأرضية القديمة. كما حُظر الظهور الإعلامي المباشر لقادة الجماعة خوفًا من التقاط إشارات الأقمار التجسسية.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الإجراءات حولت قادة الحوثيين إلى ما يشبه "معتقلين داخل مخابئهم"، يعيشون عزلة تامة وفوبيا من الخيانة الداخلية، في ظل شعور متزايد بأن الجماعة باتت مكروهة على نطاق شعبي واسع.

غياب أي من قيادات الصف الأول عن مراسم التشييع الرسمية دفع كثيرين للتساؤل حول مصير بقية أعضاء الحكومة الحوثية، خاصة مع تردد معلومات عن إصابات خطيرة في صفوف قيادات أخرى تتحرج الجماعة من الإعلان عنها، وسط توقعات بأن الأيام المقبلة قد تشهد الإعلان عن دفعات جديدة من القتلى.

 

ويرى محللون أن استهداف حكومة الحوثيين بهذه الصورة يوجه رسالة بالغة الدلالة، مفادها أن الجماعة لم تعد محصنة، وأن اختراقها أصبح واقعًا يفرض على قيادتها أن تترقب دورها في أي لحظة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية