حذّرت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال (24 أكتوبر/تشرين الأول)، من استمرار انتشار فيروس شلل الأطفال في اليمن، ودعت إلى تكثيف الجهود لحماية جميع الأطفال.
وأوضحت المنظمة أن شلل الأطفال، وهو مرض يمكن الوقاية منه ويؤدي إلى شلل دائم ووفاة، لا يزال يُشكل تهديدًا لأطفال اليمن. ويأتي هذا في ظل مجموعة من الطوارئ الصحية المتداخلة التي تواجهها البلاد، بما في ذلك الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد، إلى جانب الأزمة الإنسانية المستمرة وانخفاض تغطية اللقاحات.
وأشارت أن اليمن تصـارع منذ العام 2021 تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 مؤكدة تسجيل 29 حالة مؤكدة حتى الآن خلال العام 2025 ويشكل هذا انخفاضًا مقارنًة بـ 187 حالة سُجلت من 15 محافظة في جميع أنحاء البلاد خلال العام 2024 منذ عودة تفشي الوباء في العام 2021، سُجلت 451 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال في اليمن، وفقاً للإحصاءات الأممية.
وقالت انه تم الإبلاغ عن حالات العام الجاري من 10 محافظات فيما تتركز الغالبية العظمى من الإصابات (28 حالة) تتركز في المناطق الشمالية للبلاد الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مقابل حالة واحدة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وحذرت من عودت عدد من الأوبئة والفيروسات التفشي، وخاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، نتيجة لانهيار المنظومة الصحية والعراقيل التي تضعها المليشيا أمام حملات التلقيح.
وقد حذّرت الحكومة اليمنية، في أكثر من مناسبة، من تبعات منع مليشيا الحوثي للقاحات وانعكاس ذلك على تفشي الأوبئة، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية لرفع الحظر عن حملات التطعيم.
وأكدت ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور سيد جعفر حسين، أن تفشي فيروس شلل الأطفال يشكل ضغطًا هائلاً على النظام الصحي، مشدداً على أن القضاء على شلل الأطفال ممكن حتى في حالات الطوارئ المعقدة، لكنه يتطلب الاستثمار المستمر والدعم التشغيلي للحفاظ على جهود التطعيم والوصول غير المُقيد للفرق الصحية لجميع المجتمعات لتجديد الجهود المتكاملة للوصول إلى جميع الأطفال.
ودعت المنظمة السلطات الوطنية والمانحين إلى إعطاء الأولوية لتطعيم جميع الأطفال دون سن 5 سنوات من خلال حملات وطنية لتعزيز أنظمة التحصين الروتيني للحفاظ على الحماية على المدى الطويل لحماية ودعم العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وضمان وصولهم الآمن إلى جميع المحافظات.