شهدت مدينة التربة جنوب محافظة تعز، اليوم الأحد، تظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها المئات من أبناء منطقة الحجرية، للمطالبة بالقصاص في قضية مقتل الشاب عبدالرحمن عبدالحكيم النجاشي، الذي قُتل برصاص جنود من أمن مديرية الشمايتين قبل أيام.
ورفع المحتجون لافتات تندد بما وصفوه بـ"تغوّل الأجهزة الأمنية" وتكرار الانتهاكات بحق المواطنين، مطالبين السلطات المحلية بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة الجاني دون تأخير. وانطلق المتظاهرون من عدد من أحياء المدينة باتجاه المجمع الحكومي والمحكمة، مرددين هتافات تدعو إلى تحقيق العدالة وإنهاء ما أسموه بـ"سياسة الإفلات من العقاب".
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن الشاب عبدالرحمن النجاشي، وهو خريج كلية الحقوق حديثاً ونجل القاضي عبدالحكيم النجاشي رئيس محكمة المضاربة ورأس العارة، قُتل برصاص أحد أفراد الأمن في مدينة التربة إثر خلاف بسيط حول تمديد ماسورة مياه.
وأوضحت المصادر أن الخلاف نشب عندما رفض عبدالرحمن السماح لمؤسسة المياه في التربة بتمديد خط مياه عبر الشبكة الخاصة التي أنشأتها أسرته على نفقتها الخاصة لإيصال المياه إلى منزلهم، بعد أن طلبت المؤسسة استخدام الأنبوب لتزويد مبنى المحكمة القديمة الذي يُستخدم حالياً كاستراحة لبعض القضاة.
وأضافت المصادر أن عناصر من الأمن تدخلوا في الخلاف بشكل استفزازي، مما أدى إلى تصعيد الموقف وانتهائه بإطلاق النار الذي أودى بحياة الشاب عبدالرحمن في واقعة هزّت المدينة وأثارت موجة غضب واسعة.
وأكد المشاركون في التظاهرة أن دماء عبدالرحمن النجاشي لن تذهب سدى، مشددين على استمرار تحركاتهم السلمية حتى يتم تقديم القاتل للعدالة وإنصاف أسرته.
من جهتهم، دعا وجهاء المدينة والقيادات المجتمعية إلى التعامل مع القضية بجدية وشفافية، معتبرين أن القصاص العادل هو الضمانة الحقيقية لحفظ الأمن والاستقرار وردع الانتهاكات الأمنية المستقبلية.
وتأتي هذه التظاهرة في ظل تصاعد حالة الاحتقان الشعبي بمدينة التربة، وسط مطالبات بوقف الانفلات الأمني ومحاسبة المتورطين في الجرائم التي تستهدف المدنيين.