أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وقف جميع مشاريعها التطويرية في مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي، وفي جميع المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في شمال وغرب اليمن، بعد سلسلة من الانتهاكات التي طالت المعالم التاريخية في المدينة.
وقال محمد جميح، مندوب اليمن لدى اليونسكو، إن استمرار "عبث" جماعة الحوثي بالتراث العمراني في صنعاء، من خلال وضع الشعارات والملصقات على المباني القديمة واستخدام مواد بناء مخالفة، دفع المنظمة إلى اتخاذ قرار بتحويل مشاريعها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في جنوب وشرق البلاد.
وأوضح جميح أن الجماعة اعتقلت عدداً من موظفي اليونسكو العاملين في حماية التراث، ما اعتبرته المنظمة تجاوزاً خطيراً أدى إلى فقدان صنعاء فرصاً كبيرة للاستفادة من مشاريع الحفاظ والترميم.
وأشار إلى أن المانحين باتوا يرفضون تمويل أي مشروع لحماية التراث في مناطق سيطرة الحوثيين، محذراً في الوقت ذاته من انتقال "العبث بالمظهر التاريخي" إلى مدينة شبام حضرموت، إحدى أبرز المدن التاريخية في العالم والمصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.
وأكد جميح أن رفع شعارات سياسية أو استخدام مواد مخالفة في المباني التاريخية بشبام يمثل انتهاكاً لاتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972، داعياً إلى الحفاظ على هوية المدينة المعمارية وصون مكانتها الثقافية.
وتُعد صنعاء القديمة من أقدم المدن العربية، ويُقدّر عمرها بآلاف السنين، وتضم 103 مساجد و14 حماماً عاماً وأكثر من ستة آلاف منزل بُنيت قبل القرن الحادي عشر، وقد أُدرجت في قائمة التراث العالمي عام 1986 تقديراً لقيمتها التاريخية والمعمارية الفريدة.