آراء

وعود مؤجلة وخيبات متوالية..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 2 ساعة و 34 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

صمت وهدوء مريبان، وإعراض وخمول لم يعد يوجد لهما من مبرر مقنع أو أسباب تدنو من المنطقية، وبرود يصل حد الصقيع ويعزز كمائن الخذلان التي عاش اليمنيون طويلاً يتهربون منها ويختلقون لها الأعذار وإن لم تكن كافية للإقناع..!! ذلك وحده ما تبقى من روابط الوصل والاتصال بين الشعب وبين الشرعية، التي يبدو أنها تعيش سباتاً قهرياً أو مفروضاً، ولا تمتلك في ممكنها ما تقدمه أو تتذرع به أمام الشعب، الذي استمر لسنوات طويلة يعوِّل عليها في إعادة الأمور إلى نصابها ولو شكلياً على الأقل، بناء على وعود كثيرة جداً جادت بها ولم تفِ بشيء منها..!!

وهذا هو الحال للأسف الشديد منذ سنوات.. (الشرعية/الدولة) تجود بالمئات والآلاف من الوعود، دون سند حقيقي أو مرجعية واثقة، فلا تحقق شيئاً أو تفي بشيء.. وفي المقابل (الانقلاب/المليشيا) يطمئن أتباعه بالثبات الدائم ويفي بالوعود المحدودة وغير المحدودة، فينجح في توسيع رقعة جمهوره والمؤمنين به وبمشروعه، وسواء أكان ذلك المشروع وطنياً بناءً أو انقلابياً هداماً، فإنه يصدق في تجسيد وجوده وحضوره، ويحظى بذلك بقدر من المصداقية أمام اليمنيين يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام..!!

وفي هذا الأمر تتجلى خطورة الوضع والموقف، سواء للشرعية أو لمن يقف وراءها ويسندها.. فالتحالف العربي والمجتمع الدولي على السواء ليسوا ببعيدين عن إبرام تلك الوعود، وطمأنة الشعب بأن المسألة مجرد وقت.. فقد مضى من الوقت ما لا ينم عن نية إيجابية تجاه الأزمة اليمنية، وفرغت قوائم الاحتمالات الإيجابية لإيقاف هذا النزيف المؤلم، الذي يعيشه اليمن.. علماً أن 90% من اليمنيين، منذ بداية الأزمة كانوا وحتى الآن لا يؤمنون بأية احتمالات أو حلول غير القوة، في إنهاء هذا الانقلاب، الذي يبدو أنه يحظى برعاية دولية كبرى، ولا بأن التخلص من الانقلاب سيكون عبر اتفاقات سلام وتقاسم وتعايش، مهما طال الأمر وتمدد جسد الأزمة..!!

كثيرون وكثيرون جداً ممن أبدوا آراءهم منذ البداية، كانوا في اتجاه أن إنهاء الأزمة لن يكون إلا بالقوة، وأن الانقلاب لن ينتهي إلا باجتثاث المليشيا من جذورها.. حتى مع تلك الوعود والتعهدات الكثيرة التي قطعها المجتمع الدولي للشرعية أو للشعب بشفاه الشرعية.. لقد كان الجميع يعرفون أنها وعود لن تتحقق بمنأى عن عامل القوة والاقتلاع، ولكن لم يكن بيد أحد أن يحدث أمراً، خصوصاً وأن القوى السياسية والعسكرية وحتى الشعبية المؤثرة، قد تم تحييدها وعزلها بفعل فاعل.. ولم يكن ذلك الفاعل أحداً غير التحالف والمجتمع الدولي نفسيهما اللذين يقطعان الوعود تلو الوعود ويمنيان الشعب بخيبة الأمل والحنث في كل مرة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية